حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

جوقة العدوان مجدداً

سقوط المشروع الصهيو-أميركي في سورية هو حقيقة مطلقة، بدليل العجز الواضح الذي يعتري أقطاب منظومة الإرهاب لجهة عدم تحقيقها أي من أجنداتها السياسية، بكل تأكيد نحن لا نغفل ما خلفته الحرب الإرهابية ولم تزل من مآس كبيرة، وتدمير ممنهج للبنى التحتية، وحصار جائر لم يشهد مثله التاريخ بهذه الوحشية، ولا نتجاهل أيضاً معاناة السوريين نتيجة هذا الحصار أو نقلل من أهميته، ولكن عندما نرى هذا السعار المحموم من قبل جوقة العدوان، ورفع وتيرة التصعيد العسكري والسياسي والاقتصادي والإرهاب النفسي إلى الحدود القصوى، ندرك أهمية هذا الصمود الأسطوري للشعب السوري في إفشال جميع المخططات التي سعى رعاة الإرهاب لتحقيقها في سورية كبوابة عبور لاستهداف كامل المنطقة.

 

مسألة تسييس الشأن الإنساني تشغل اليوم الحيز الأكبر في قائمة الضغوط الأميركية والغربية، والأنظمة المرتهنة للعدو الصهيوني، حيث باتت المتاجرة بالورقة الإنسانية تزيد من قبح وحقد الدول المتآمرة، وهذا ما عكسه «مؤتمر بروكسل للمانحين»، والمواقف الصادرة عن المشاركين فيه، فالمؤتمر جاء تحت عنوان إنساني، ولكن في الحقيقة هو لمواصلة دعم الإرهاب، والحديث عن المبالغ الخيالية التي تم جمعها من الدول الشريكة في سفك الدم السوري، عائداتها كلها ستذهب للتنظيمات الإرهابية المتبقية من أجل ترميم صفوفها وعتادها، وليس للشعب السوري كما يتشدق القائمون على المؤتمر، فكيف لعاقل أن يصدق بأن تلك الدول هدفها مساعدة السوريين، وهي في الوقت ذاته تفرض بحقهم حصاراً اقتصادياً جائراً، وتقطع عنهم الغذاء والدواء، وتشارك في حرق محاصيلهم الزراعية، ونهب ثرواتهم النفطية؟.

 

المفارقة أن المؤتمر الذي عقد تحت «يافطة» إنسانية تخلله تأكيد أميركي وأوروبي على رفض إلغاء العقوبات المفروضة على الشعب السوري!، وجميع المشاركين تحدثوا عن ضرورة الحل السياسي المشروط، أي الخضوع لكل ما يقرره أعداء سورية بما يناسب أجنداتهم وأطماعهم الاستعمارية، رغم أنهم هم المهزومون في الميدان والسياسة، وفي الأخلاق والإنسانية، ويتجاهلون حقيقة أن المنتصر هو من يفرض الشروط التي تتناسب مع مصالحه الوطنية العليا، فكيف لشعب صمد وضحى، وقهر الإرهاب وداعميه، أن يتنازل عن سيادته وثوابته وخياراته لأعداء حاقدين راهنوا على الإرهاب وانهزموا؟.

 

كان يكفي للدول والحكومات المتصهينة المشاركة في جوقة "بروكسل" أن تتوقف عن دعم الإرهاب، إذا كانت هي بالفعل حريصة على حياة السوريين، وإيجاد حل سياسي كما تدّعي، لأنها هي من تتحمل مسؤولية معاناة السوريين، بسبب انخراطها المباشر وغير المباشر بالحرب الإرهابية التي تشن ضدهم، حتى الأمم المتحدة نفسها ليست في موقع الادعاء بالحرص على الشعب السوري، فهي أظهرت بأنها تتوافق بالمطلق مع هذا الإرهاب الاقتصادي الممنهج الذي تمارسه أميركا وذيلها الأوروبي، وإلا ماذا يعني تعاميها المقصود عن طلب سورية المحق والمشروع بضرورة قيامها - أي المنظمة الأممية - بإعداد تقرير عن مدى انسجام القوانين والقرارات التنفيذية الصادرة عن الإدارة الأميركية والاتحاد الأوروبي بفرض حصار اقتصادي على الشعب السوري مع أحكام الميثاق والقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني ومع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة؟.. أليس هذا تماه مع جوقة العدوان والإرهاب الاقتصادي؟.

ثورة أون لاين-ناصر منذر

اضافة تعليق