حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

جنون ترامب يفضح سياسات الإدارة الأمريكية

ليست المرة الأولى التي نكتب فيها عن جنون ترامب وبلطجة الإدارة الأمريكية, وتطبيق سياسات إمبريالية, وهي سياسة تتبعها معظم الدول الكبرى القوية على الدول الصغيرة الضعيفة, بهدف توسيع السلطة والسيطرة عن طريق استخدام القوة والتي غالباً ما تكون قوة عسكرية, ويتم من خلالها الاستيلاء على الأراضي وفرض السيطرة السياسية والاقتصادية عليها, والإمبريالية مصطلح حديث ظهر في الفكر السياسي بعد الثورة الصناعية فى أوروبا لكن له جذور ضاربة فى أعماق التاريخ, وتعتبر الإمبريالية سياسة غير أخلاقية, وغالباً ما يستخدم المصطلح لإدانة السياسة الخارجية للدول المعادية.

وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة تمارس هذه السياسة الإمبريالية منذ عقود عبر رؤسائها المتعاقبين لكن بنوع من المخاتلة وبطرق سرية وخلف الأبواب المغلقة, إلا أن رئيسها الحالي ترامب الذي يسعى لولاية جديدة بعد أيام قليلة رجل فج ولا يعرف الخجل ولا يجيد لعب هذا الدور السياسي غير الأخلاقي بطريقة سرية أو خلف الأبواب المغلقة أو من تحت الطاولة, حيث خرج علينا خلال ولايته الأولى أكثر من مرة ليفشي أسراراً لم تكن تفعلها الإدارة الأمريكية علانية, ولعل من أشهر مواقفه الفجة التي صدمت الرأي العام العالمي تلك المكالمة التي أعلن عنها في مؤتمر جماهيري بولاية مسيسيبي في تشرين الأول 2018 وتمت بينه وبين الملك السعودي سلمان وقال إنه هدده فيها بضرورة الدفع وإلا لن يبقى على كرسي الحكم أكثر من أسبوعين.

وعقب إعلانه لتهديداته الفجة تناقلت وكالات الأنباء العالمية تصريحاته والتي لم توجه فقط للسعودية بل لليابان وكوريا الجنوبية وقام الصحافي جيفري تايلور بتقديم ملخص لخطاب ترامب المطول تم نشره على موقع يوتيوب يقول: “أنا أحب السعودية, وقد تحدثت صباح اليوم مع فخامة الملك سلمان مطولاً, وقلت له أيها الملك لديك تريليونات من الدولارات, ومن دوننا لا أحد يعرف ماذا قد يحدث ربما قد لا تكون قادراً على الاحتفاظ بطائراتك, لأنها ستتعرض للهجوم, لكن معنا هي في أمان تام, لكننا لا نأخذ في المقابل ما يجب أن نحصل عليه, نحن ندعم جيشكم, لذلك دعوني أسأل: لماذا ندعم جيوش هذه الدول الغنية؟ أمر مختلف أن نقدم الدعم لدول تعيش وضعاً صعباً وخطيراً, مع فظائع يمكن أن تحدث, ويمكن أن تكون قبيحة, مئات الآلاف.. ملايين البشر ربما يقتلون, لكن أن يكون لديك دول غنية مثل السعودية مثل اليابان وكوريا الجنوبية لماذا إذاً ندعم جيوشها؟ لأنهم سيدفعون لنا, المشكلة أنه لا أحد طالب بذلك من قبل”.

بالطبع هذه السياسة الإمبريالية هي من ثوابت الإدارات الأمريكية تاريخياً لكنها لم تكن تعلن بهذا الشكل الفج الذي يقوم به المجنون ترامب الذي خرج على العالم هذا الأسبوع بمفاجأة من العيار الثقيل فالعالم أجمع يعرف مدى عداء الإدارة الأمريكية لسورية وللرئيس بشار الأسد الذي وقف صامداً في وجه مشروع “الشرق الأوسط الجديد” ولم يخضع للضغوط الأمريكية رغم الحرب الكونية الشرسة على بلاده والمستمرة منذ ما يقرب من عشر سنوات, لكن لم يكن أحد يتوقع أن يخرج ترامب ليتباهى في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» أنه حاول استهداف الرئيس بشار الأسد في عام 2017 لكن وزير دفاعه السابق جيمس ماتيس اعترض على تنفيذ القرار, وأبدى مخاوفه من التداعيات الخطيرة لمثل هذا القرار على الصعيدين العسكري والسياسي, وأبدى ترامب امتعاضه من اعتراض ماتيس معتبراً أنه جنرال فظيع وقائد سيئ.

والغريب حقاً هو ردود الأفعال الدولية حول هذا التصريح ففي الوقت الذي اعتبرت دمشق تصريحات الرئيس الأمريكي تدل على أن الإدارة الأمريكية تعمل وفق «نظام قطاع طرق يمتهنون الجريمة للوصول إلى مآربهم» فإنه وباستثناء إدانة مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا, لم يصدر تعليق أو إدانة لتصريح ترامب من مسؤولي دول العالم ممن يخرجون علينا يومياً بتأييد ودعم سياسات الإدارة الأمريكية, وكأن تصريحات المجنون ترامب مقبولة وغير قابلة للإدانة.

 

وللأسف الشديد من خرسوا في الماضي على كل جرائم الإدارة الأمريكية بحق بلادنا وبحق الرموز الوطنية التي رفضت السياسات الإمبريالية الأمريكية, مازالوا يبلعون ألسنتهم ولا يتحرك لهم ساكناً في الوقت الذي يعلن فيه المجنون ترامب عن محاولته “استهداف” رئيس عربي بطل وشجاع وقف مدافعاً عن شرف بلاده وأمته العربية في مواجهة البلطجة الأمريكية, بل إن بعضهم يدعمون ترامب لكي يحصل على ولاية رئاسية جديدة, وبالطبع لم يتحرك ساكناً لمعظم المنظمات الدولية التي تصدّع رؤوسنا ليل نهار بحقوق الإنسان ومحاكمة مجرمي الحروب لأنها تخضع لسيطرة وهيمنة الإدارة الأمريكية, وليعلم كل البالعين ألسنتهم أن الإدارة الأمريكية ليس لها صديق أو حبيب, وأن الدور أتٍ عليهم لا محالة.. اللهم بلغت اللهم فاشهد.

د.محمد سيد أحمد

 

اضافة تعليق