حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

بيان في الذكرى الخامسة والسبعين للجلاء

اعترف مؤرخو حقبة الاستعمار أن سورية هي البلد الأول في المنطقة الذي نال استقلاله الناجز عام 1943 وجلاء آخر جندي فرنسي محتل عن أرضه في 17 نيسان 1946. ولم يأت هذا الإنجاز التاريخي نتاجاً لتوازن القوى بين الدول الاستعمارية أو لتغيرات موضوعية في العلاقات الدولية، وإنما جاء نتيجة مباشرة للتصدي الشعبي الواسع للاستعمار الفرنسي؛ فمنذ اليوم الأول خرج المناضلون السوريون في ميسلون ليمنعوا الجيش المحتل الغازي دخول عاصمتهم الخالدة، وقد أقسموا ألا يسجل التاريخ أبداً أن دمشق دخلها محتل دون مقاومة، وبعد ذلك عمت الثورة السورية الكبرى كل مناطق القطر من جنوبه إلى شماله، ومن شرقه إلى غربه حتى التحرير الكامل الناجز عام 1946. ولم يتوقف كفاح السوريين عند التصدي للاستعمار القديم بل استمر في مواجهة الاستعمار الحديث بأشكاله المختلفة كالهيمنة والتسلط وفرض التبعية وتشكيل الأحلاف والحصار الاقتصادي وغير ذلك من الأشكال؛ لهذا فإن التصدي الذي أدهش العالم اليوم هو تأكيد على تقاليد الشعب العربي السوري وثقافته العامة وتمسكه بعروبته واستقلاله. والاستقلال لدى السوريين لا يختزل في صيغته الشكلية الصورية وإنما هو استقلال حقيقي يتضمن حرية الخيار الوطني والقومي واستقلال القرار استقلالاً تاماً. فإذا كانت دول الاستعمار الحديث تتصرف مع أنظمة المنطقة وكأنها دمى تحركها كيف تشاء فإن الشعب العربي السوري أكد باستمرار رفضه لكل أشكال التبعية. ومهما كان ثمن التصدي والمقاومة مرتفعاً فإنه بالتأكيد أقل من ثمن التبعية، والأمثلة حولنا واضحة وجلية حيث يكون سفراء دول الاستعمار الحديث ملوكاً لا يُعصى لهم أمر في عواصم بعض الدول. لقد كانت معركة الجلاء معركة الوصول إلى الاستقلال واليوم نخوض معركة جلاء أخرى هي معركة حماية الاستقلال والتمسك به خياراً لا عودة عنه في منطقة عزَّ فيها الاستقلال الحقيقي. إن حزب البعث إذ يفخر أن طلائعه قبل التأسيس كانت بين صفوف ثورة الجلاء وبأن مناضليه بعد التأسيس كانوا في مقدمة المتصدين للأحلاف وخطط الاستعمار الجديد؛ يؤكد اليوم من جديد أن أعضاءه موجودون في صفوف المتصدين لهذه الحروب العدوانية الإرهابية على وطننا الحبيب. كما يفخر أن أمينه العام سيادة الرئيس بشار الأسد قائد هذه الأمة وصانع التاريخ في هذا العصر ، وهو رمز كفاح هذا الشعب العظيم، والمقاوم الأول في مواجهة تاريخية لا يستطيع قيادتها بهذا القدر من التدبير والحكمة إلا سيادة الرئيس بشار الأسد. فتحية لهذا القائد صانع النصر وحامي الاستقلال في يوم الجلاء، خاصة وأننا على أبواب استحقاق دستوري تاريخي يؤكد وفاء الشعب لعظمائه. وتحية لأهلنا الأشاوس في الجولان المحتل وفي المناطق السورية الواقعة تحت الاحتلال التركي والأمريكي وما يتبع لهما من عصابات الإرهاب، وتحية إلى جيشنا البطل وشهدائنا الأبرار منذ عهد الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي وحتى اليوم.

اضافة تعليق