حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

أسرار التسليح والتدريب الأمريكي للجيوش الحليفة

قد يتصور حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية أنها ما تزال تستخدم كل تقنياتها العلمية والتعبوية في مجال التسليح والتدريب لدى جيوش حلفائها، لخلق جيوش قادرة من أجل الدفاع عن أوطانها في ظروف الحروب والبناء، وتحقيق وإيجاد أكبر قدر من معالم الخطط العسكرية لكل جيش تقوم هي بتدريبه وحلفائها الكبار في الغرب الأوروبي، ولكن على عكس ما يتصوره الحلفاء إن خطط الولايات المتحدة الأمريكية العسكرية في مجال التسليح والتدريب تهدف في حقيقتها إلى خلق الفوضى ونشر عقيدة معادية بين الشعب وجيشه، لا تمت بصلة لوطنية تلك الدولة الحليفة، بحيث إن الفكر الأمريكي العسكري الذي تستخدمه أمريكا عادة تجاه الجيوش الحليفة لها هو فكر عسكري عدائي يقوم على خلق أجواء غوغائية تسودها الفرقة والتعصب والطائفية والمناطقية، مثلما حدث في أفغانستان والعراق، ومثلما قامت به أمريكا بتدريب وتسليح الحركات التكفيرية الإرهابية في سورية، وعندما احتلت هذه الدولة الاستعمارية أجزاءً من الأرض العربية السورية، استطاعت أن تقوم بتدريب وتسليح ذيولها ومرتزقتها على نهر الفرات، فجعلت منهم قوة إرهابية طائفية وعرقية، تعلموا على يد الخبراء الأمريكان أسوء ما عرفته البشرية وهو التنكر للوطن والشعب والأرض، هكذا زرعوا في عقولهم وأفكارهم الحقد والكراهية حتى على بعضهم.

 

هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية، تقوم بتدريب الجيوش الحليفة لها، ليس حسب القانون والبرامج العسكرية لخلق جيش قوي ومقتدر وعقائدي شعاره حب الوطن والتحلي بالمُثل العسكرية الرفيعة، بل على العكس من هذا، فهي تضيف إلى خطط التدريب والتسليح مصطلحات لا تعبّر عن الشخصية العسكرية للجندي ودوره الفاعل في حماية الوطن بأطر عقائدية بعيداً عن الوطنية، فتساهم هذه المفاهيم في تربية جندي هزيل لا يعرف فنون القتال ولا حتى الأخلاق العسكرية في التعامل مع الآخرين من زملائه، ولا حتى احترام القادة الكبار في الجيش في سلم التدرّج العسكري، ولا إتقان طريقة الرمي في الميدان.

 

والهدف من ذلك إضعاف هذه الجيوش عسكرياً وتعبوياً وعقائدياً وعلمياً وأخلاقياً، وتقدّم أمريكا للدول الحليفة في مجال التسليح أنواع الأسلحة القديمة والتي شارك بعضها في مناورات قبل عشرات السنين، لكي يبقى التسليح في جيوش هذه المنطقة على حاله لا يرقى إلى درجة التقدم والتطور العسكري بين دول العالم وخاصة اللقيطة «إسرائيل» وتتخذ أمريكا من وضعها برامج (التدريب والتسليح) للجيوش الحليفة لها ذريعة مكشوفة للسيطرة والهيمنة والتجسس على مقدرات شعوب العالم، بحجة أن الجيشين الأمريكي والبريطاني يملكان خبرة حديثة في مجال التدريب والتسليح، وقد ظهر جلياً أن ما يحدث في العراق هو أكبر دليل على فشل التدريب في العراق وأفغانستان، بل أدى ذلك إلى زعزعة الأوضاع الأمنية وعدم وضع برامج عقائدية عسكرية وطنية، ما أدى في الحالة العراقية إلى رفض بعض القيادات العسكرية لماهية التدريب الأمريكي الذي ينم عن تدمير بنية الجيش العراقي التي شهد لها القاصي والداني بالبطولات والمعارك الخالدة.

 

وتعتمد الولايات المتحدة الأمريكية أيضاً في تدريب وتسليح الجيوش الحليفة لها على خلق جيش بلا عقيدة عسكرية، جيش لا يؤمن بالنظام القائم، وغير مستعد للدفاع عن الشعب والدولة، هدفه الوحيد يعمل لكي يعيش، بمعنى مرتزق ،جيش بلا كفاءة، غير قادرة على أداء مهامه من خلال استبعاد الكفاءات وتولية الفاسدين وغير المهنيين.

 

بعد فشل الولايات المتحدة الأمريكية في إعداد جيوش نظامية تحمي الدول ومؤسساتها تظهر حقيقة الوجود الأمريكي على أرض تلك الدول متمثلة في الشرعية بالوجود، يعني ستظل الولايات المتحدة الأمريكية، بغطاء (التدريب والتسليح) لجيوش الدول المستهدفة من قبلها لتنفيذ أهدافها، ومن خلال الوجود الأمريكي على أرض تلك الدول الحليفة بحجج التدريب والتسليح تلعب أمريكا على استهداف البلد نفسه الذي تقوم بتدريب قواته وتسلحه أو تحوله إلى قاعدة استهداف بلد آخر قريب منه، كما تعتمد الولايات المتحدة الأمريكية في تدريب وتسليح جيش ما على أهدافها في البلد المستهدف، مرة يكون مرحلياً قصيراً ومرة أخرى يكون طويل الأجل، فالتوقيت يعتمد على مدى تحقيق الهدف المرسوم من الولايات المتحدة الأمريكية ومصالحها في المنطقة.

 

وحري بالدول التي تعدها واشنطن بأنها حليفة لها أن تعيد النظر في مجال التدريب والتسليح مع أمريكا، فالمصلحة الأمريكية- الصهيونية هي التي لا تريد لجيوش هذه الدول أن تنهض بمسؤولياتها لحماية أرضها، وأن تبقى ضعيفة، مع محاربة الكفاءات العسكرية التي تشعر أمريكا أنها خطرة عليها، والمعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تدخل لمساعدة بلد إلا وتركته ممزقاً تتنازعه حروب الطائفية والعرقية، محروماً من أبسط مقومات الإنسانية والعيش الكريم، وبلا دولة قوية، منهوب الثروات المجيرة لمصلحة مافيا تأتمر بأوامر الغرف الأمريكية السوداء.

د.رحيم هادي الشمخي

اضافة تعليق