حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

الأخبار اللبنانية: حرب استنزاف صامتة ضدّ الأميركيين

قالت صحيفة الأخبار اللبنانية في  تقرير لها أن عدد الهجمات التي تتعرّض لها القوات الأميركية ومواقع انتشارها في سوريا والعراق ارتفع مؤخراً بشكل ملحوظ، في ترجمة فعلية لمفهوم «المقاومة ضدّ الاحتلال الأميركي»، الذي أعلنت دمشق دعمها له في مواقف عديدة.

وأضافت الصحيفة أن مواقع انتشار القوات الأميركية هدت عمليات متواترة، حيث تمّ استهداف قواعد عدّة - بقذائف صاروخية وطائرات مسيّرة -، بينها «كونيكو» و«العمر» و«التنف» التي تشكّل حاضنة لفصائل «جهادية» على رأسها تنظيم «داعش»، الذي تتّهم دمشق، واشنطن، بدعمه لشنّ هجمات على مواقع الجيش السوري في البادية. ويشي الامتداد الكبير والتباعد الجغرافي للمواقع المستهدَفة، بمدى انتشار قوات المقاومة، التي تنفّذ عملياتها بشكل خاطف لتجنّب الانزلاق إلى مواجهة مباشرة تكون فيها الغلَبة للجانب الأميركي الفائق التسليح.

وأشارت الصحيفة أن الهجمات المستمرّة التي تتعرّض لها القواعد الأميركية، التي يقع عدد منها في مناطق بعيدة عن السكان، يجعل عمليات رصدها بدقّة أمراً غير ممكن، خصوصاً في ظلّ التكتّم الإعلامي الأميركي، والطوْق الأمني والعسكري الذي يحيط بتلك القواعد، في وقت تكشف فيه هجمات أخرى على مواقع قريبة من السكان، أو كبيرة يصل صداها إلى أماكن بعيدة، استمرار الهجمات وتنوّعها. وبينما كانت واشنطن تنفي باستمرار تعرُّض مواقعها للاستهداف، وتعيد أصوات الانفجارات التي تُسمع في محيطها إلى «تدريبات عسكرية»، بدأت خلال اليومين الماضيين تنفيذ رميات صاروخية، ذكر «التحالف الدولي» الذي تقوده الولايات المتحدة أنها استهدفت مواقع إطلاق صواريخ. ويترافق تصاعد هجمات المقاومة مع تزايد تحرّكات القوات الأميركية على الأرض، وعودة النشاط السياسي الأميركي إلى الساحة السورية، بعد فترة من الجمود والضبابية، وهو ما وازته أيضاً عودة نشاط تنظيم «داعش»، الذي تتّخذه واشنطن غطاءً لاستمرار وجودها في سوريا.

وختمت الصحيفة أن الملاحَظ في الهجمات التي تشنّها قوات المقاومة، بالإضافة إلى المنطقة الجغرافية الواسعة التي باتت تغطّيها، تركيزها بشكل أساسي على التواتر، الأمر الذي يهدف إلى ضمان حالة عدم الاستقرار من جهة، وزيادة الضغوط على القوات الأميركية لجعل فاتورة بقائها في سوريا كبيرة، في ما قد يشكّل عاملاً حاسماً في دفْعها إلى الانسحاب ولو بعد حين. وممّا يعزّز ذلك الاحتمال هو النجاح في تنفيذ عدد كبير من الهجمات على الرغم من رفْع الأميركيين من وتيرة عملياتهم العسكرية والأمنية في محيط مواقع انتشارهم، واستقدامهم تعزيزات وأسلحة دفاعية نوعية، ما يعني أن المُهاجِمين تمكّنوا حتى الآن من تحقيق اختراق كبير للدفاعات الأميركية، التي ستجد نفسها مع استمرار هذه الهجمات، تخوض حرب استنزاف، في وضْع مختلف بشكل جذري عن السنوات السابقة التي كانت خلالها واشنطن محصّنة وبعيدة من الاستهداف.

اضافة تعليق