حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

تركيا و الإصرارعلى المنطقة الأمنة...فما الهدف من ذلك؟؟؟

يقوم مشروع رئيس النظام التركي بإقامة ما يسمّى “المنطقة الآمنة”، بعمق 32 كيلومتراً شمال شرق سورية، على إحداث تغيير في تركيبة المنطقة سكانياً تحت مزاعم “إعادة مليون لاجئ سوري إلى الأراضي السورية، عبر إنشاء قرى وبلدات على طول الشريط الحدودي مع سورية”.

 

النظر في جغرافية المشروع و”القرى التي ستقام لاستقبال اللاجئين في الباب وإعزاز وجرابلس وتل أبيض ورأس العين” ، يشير، من دون لبس، إلى الهدف الرئيس لهذا المشروع، وهو التغيير في هذه المناطق والضغط على المكون الكردي الذي يعد واحداً من مكونات النسيج السوري ، في حين تؤكد أنقرة أنها تخطط لإعادة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين في أراضيها إلى “المنطقة الآمنة.

 

لقد سبق أن زعمت الخارجية الأمريكية، أنَّ “عودة اللاجئين السوريين إلى شمال شرق سورية ممكنة” ، وترى ميليشيا “ق*س*د” المرتبطة بالاحتلال الأمريكي أنَّ قواتها ترحب بعودة اللاجئين السوريين ، لكن بشروط محددة.

 

وتخشى الولايات المتحدة، وحليفتها أيّ الميليشيا الانفصالية ، من عودة اللاجئين السوريين إلى “المنطقة الآمنة” المزعومة ، لأنَّها وفق تفكير هذه الميليشيا، ستغير في تركيبة المنطقة من أكثرية موالية لـها بالقوة والترهيب ، ولأمريكا بطبيعة الحال، إلى أكثرية عربية معارضة لهما، ما يشكل تهديداً صريحاً لمصالح واشنطن في الشمال السوري.

 

أمَّا مخطط الميليشيات الانفصالية ، فهو يقوم على إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة، إذ عملت على ارتكاب الانتهاكات بحق السكان، وقد وثقت المنظمات المحلية والدولية، هذه الانتهاكات ، لإجبار أبناء العشائر العربية على مغادرة المنطقة.

 

فقد أجبرت سياسات الميليشيات الانتقامية والعنصرية قسماً كبيراً من السكان العرب تحديداً على النزوح، من خلال تجريف قرى عربية بأكملها في أرياف مدينة الحسكة، فضلاً عن أعمال الخطف والتجنيد الإجباري بحق الشباب، الأمر الذي ساعدها على الادعاء بأنَّ أغلبية سكان تلك المنطقة هم من المؤيدين لها ، علماً بأنَّ الواقع على الأرض ينفي تلك الادعاءات. ومن هنا، فإنَّ عودة اللاجئين والسكان الأصليين إلى المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات، سيقطع الطريق على مخططها الانفصالي، وفضلاً عن ذلك، فإن بقاء الميليشيات في “المنطقة الآمنة” أو منحها أي دور-مهما كانت طبيعته- يحول دون عودة اللاجئين، وخصوصاً أنَّ الثقة مفقودة بهذه الميليشيات التي ارتكبت جرائم مروّعة بحق جميع السكان.

الدكتور: رحيم هادي الشمخي

 

اضافة تعليق