حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

ناشونال إنترست: روسيا استفادت من الحرب السورية

الحرب السورية مفيدة للعسكرية الروسية. هذه هي نتيجة مؤتمر أعده مركز إنترناشونال إنترست وشارك فيه كل من بول سوندرز المدير التفنيذي لمركز ناشونال إنترست والعقيد المتقاعد روبرت هاميلتون والمحاضر في كلية الحرب الأمريكية ومايكل كوفمان، الباحث البارز في مركز نافال أنالسيس وأداره جيل بارون دولار من المركز.

وقال سوندرز إن استراتيجية روسيا قبل التدخل العسكري قامت على منع سقوط الحكومة الشرعية ومواجهة الإرهاب في سورية لا روسيا. وكانت روسيا تحاول أن تجبر الولايات المتحدة على حوار في سورية بعد العزلة التي عانتها موسكو من ضم شبه جزيرة القرم. وأضاف: “طبعا عندما وصل الروس إلى سورية وبحجم كبير، طور العسكريون الروس عددا من الخطط الأخرى المفيدة” بما في ذلك تأمين الوجود العسكري المتزايد هناك. وأكد سوندرز على أن بناء نظام سياسي مستقر سيكون صعبا لكل من سورية وروسيا وإيران بدون دعم مالي خارجي مميز لإعادة إعمار البلد المحطم. وناقش أن الحكومات الغربية لن تقدم الدعم المطلوب لسورية وهناك قلة من الحكومات ستقبل تحمل مسؤوليات الإعمار. ولهذا ناقش أن الولايات المتحدة لديها نفوذا في سورية أكبر مما يعتقد البعض. وقال إن التعامل مع مشكلة المقاتلين الأجانب ستكون مشكلة خاصة أن لا دولة ستقبل عودتهم و استقبالهم. أما مايكل كوفمان فقد قدم تحليلا للحملة العسكرية في سورية.

وقال إن سورية من المنظور الروسي كانت عبارة عن “ثلاثة حروب”، الأول “إعادة الغزو” التي قامت بها سورية لاستعادة الأراضي التي خسرتها بعد اندلاع العنف وظهور تنظيم الدولة. أما الثانية فقد كانت الحرب الوجودية بين الأتراك والأكراد والثالثة كانت حرب الاستنزاف بين إيران وإسرائيل. وهذه الحرب هي الأكثر خطورة لروسيا لأنها الحرب التي لم تأت لتخوضها في سورية وتحمل الكثير من التداعيات الكبرى، فحرب إسرائيلية- إيرانية ستجبر موسكو  على التخلي عن وعودها التي قطعتها لأي من الطرفين خاصة أنها تعتبر نفسها الطرف الوحيد الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع كل منهما. ووصف كوفمان الأثر الذي تركته الحرب على العسكرية الروسية حيث وصف سورية بأنها الساحة التي حققت فيها العسكرية الروسية تحولا نوعيا وأدت إلى “تجربة وإبداع وبالنسبة للعسكرية الروسية فهي حرب سعيدة”. وكانت مسرحا للقوات الروسية للحصول على خبرات قتالية. فقد استخدم الجيش الروسي ثلثي قواته الجوية في جولات بسورية. وحصل الضباط والجنود على خبرة قتالية يمكنهم استخدامها في الحروب المقبلة.

وقال كوفمان أن التكتيكات قامت على التكنولوجيا والرؤية المستقبلية. وقارن التكتيكات في الأداء العسكري للحرب الروسية – الجورجية عام 2008 والتي حقق فيها “تحول في ليلة وضحاها” ولكنه حذر من أن القوات الروسية قامت بعملياتها العسكرية وأثبتت قدرة على إظهار قوتها في سورية ولكن بدون منافسة أو قوة تفحص حيوية هذه القوة العسكرية. وواجهت العسكرية الروسية سلسلة من المشاكل الفنية مثل التي تتعلق بالذخيرة حيث احتاجوا لذخيرة طويلة المدى ومدافع أكثر دقة. وتحتاج روسيا لحل التنافس داخل الدوائر العسكرية للحصول على أخلاقيات حربية متماسكة. ولم تكن روسيا لتكتشف العيوب هذه لولا الحرب في سورية التي كانت بمثابة الساحة التي تعلم منها الروس. و “هذا واحد من الأسباب الذي يجعل الروس يحبون سورية ويرغب القادة العسكريون البقاء فيها ولا يستطيعون الحصول على مقارنة في القدرات العسكرية مع أمريكا في أي مكان في العالم”. واختلف كوفمان مع سوندرز في مسألة النفوذ الروسي ودفع الدول على المساهمة في إعمار سورية. مشيرا إلى أن سورية قد تستخدم ورقة اللاجئين لدفع ألمانيا والدول الأوروبية المساهمة ماليا. ووصف العقيد روبرت هاميلتون، القائد الأول لعمليات تجنب الصدام في الجو حيث قال إنه يجب التفريق بين تجنب الصدام الذي تم فيه الاتفاق مع الروس بعد التدخل العسكري ومحاولة تجنب النزاع الذي وصل لنقطة الصدام في حزيران (يونيو) 2017  عندما منح الروس مهلة للأمريكيين إخلاء قاعدة التنف على الحدود السورية مع إيران والعراق. وفي مكالمة حامية طلب جنرال روسي الإخلاء سريعا فرد نظيره الأمريكي إن كانت هذه تهديد فعليه أن يغلق الهاتف كي يتصل مع قائده على الأرض هناك ليحضر والدفاع عن نفسه. وإلا فعليه الحوار بدلا من التهديد فرد الجنرال الروسي “دعنا نتحدث حول هذا”. وقال هاميلتون إن عملية إدارة التحالف كانت جديدة على الروس، خاصة في ظل وجود الكثير من الشركاء في الحرب.

ولاحظ هاميلتون أن روسيا “تخطت النقطة التي باتت فيها تطلب من شركائها العمل بدون أن تفي بوعودها”. كما أن اختلاف الأجندات على الساحة السورية يمثل تهديدا لها ولا يمكن حلها بسهولة. فمن المشكوك به أن تدعم موسكو مشروع الهلال الإيراني الممتد من طهران إلى بيروت بدون أن تخاطر بمواجهة مع إسرائيل وحتى الولايات المتحدة. وتطرق هاميلتون إلى ما يراه تحديات رئيسية للروس في سورية من مثل “كيف تترجم تدمير قدرات عدوك العسكرية إلى إنجاز سياسي يستحق كل هذا القتال”. وبتجربة الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان فلا يوجد خط واضح بين الإنجاز العسكري والحل السياسي المرغوب.

اضافة تعليق