حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

الرئيس الأسد: المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري تهدف إلى الحفاظ على وحدة سورية. أبلغنا كل الجهات التي اتصلت بنا بأننا سنرد على أي اعتداء إسرائيلي في المرة القادمة

دمشق

 

أكد السيد الرئيس بشار الأسد أن المعارك التي يخوضها الجيش العربي السوري تهدف إلى الحفاظ على وحدة سورية وأنه ليس لدى سورية أي شروط لحل الأزمة سوى أن يتم تنفيذ كل شيء على خلفية أي لقاء سواء كان داخليا أو خارجيا بما فيه المؤتمر حول الأزمة في سورية بعد أن يخضع لرأي الشعب السوري والاستفتاء عليه.

 

وأشار الرئيس الأسد في مقابلة مع قناة المنار بثته الليلة الماضية إلى أن تدخل إسرائيل مع الإرهابيين أو دعمها لهم يهدف إلى شيئين أولا خنق المقاومة وثانيا ضرب الدفاعات الجوية السورية وأن سورية أبلغت كل الجهات التي اتصلت بها العربية والأجنبية بأنها سترد على أي اعتداء إسرائيلي في المرة القادمة.

 

وتنشر سانا فيما يلي النص الكامل لمقابلة الرئيس الأسد مع قناة المنار..

 

المذيعة.. السلام عليكم سيادة الرئيس ..

 

السيد الرئيس.. وعليكم السلام.. أهلا وسهلا بك في دمشق

 

سؤال.. سيادة الرئيس نحن الآن في قلب قصر الشعب.. بعد عامين ونصف العام على الأزمة السورية كان الرهان أن سيادة الرئيس وأن النظام يتم الانقلاب عليه خلال أسابيع.. كيف أفشلت مخططات الخصوم والأعداء... ما سر الصمود...

 

السيد الرئيس.. هناك أكثر من جانب.. هناك الجانب السوري الذي أفشل المخطط.. وهناك الجانب المتعلق بالمخططين وهم أفشلوا أنفسهم.. أفشلوا أنفسهم أولا بعدم معرفة الوضع في سورية.. عدم قراءة الوضع في سورية بشكل دقيق.. فانطلقوا في البداية من خلال عناوين الثورة.. الثورة بحاجة لعوامل موضوعية.. لا يمكن أن تصنع ثورة بأموال.. فلم يتمكنوا من تحقيق هذه الظروف التي تهيىء لثورة حقيقية.

 

انتقلوا لطرح المفاهيم الطائفية أو العناوين الطائفية بهدف خلق شرخ داخل المجتمع السوري.. تمكنوا من الدخول إلى بعض الزوايا الموجودة في المجتمع السوري وهي موجودة في أي مجتمع.. زوايا من الجهل وضعف الوعي.. ولكن بالمحصلة لم يتمكنوا من خلق هذا الشرخ بشكل حقيقي.. ولو وجد هذا الشرخ لتقسمت سورية منذ البدايات.

 

المعركة هي معركة وطن وليست معركة كرسي.. لا أحد يقاتل ويستشهد من أجل كرسي لأي شخص

 

استخدموا عنوانا آخر.. وهو أن ما يحصل هو صراع من أجل الكرسي.. لكنهم وقعوا في فخهم أيضا.. الحقيقة كان واضحا بأن القضية ليست قضية كرسي.. وبأن المعركة هي معركة وطن وليست معركة كرسي.. لا أحد يقاتل ويستشهد من أجل كرسي لأي شخص.

 

سؤال.. بمعركة الوطن سيادة الرئيس يبدو أن القيادة السورية بعد عامين ونصف العام تحرز تقدما في الميدان.. وهنا يحضر السؤال عن أنه لماذا بعد عامين ونصف العام اخترتم الانتقال من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.. وألا تعتقدون أنكم تأخرتم حتى تم اتخاذ قرار الهجوم وبالتالي أصبحت التكلفة باهظة.. اذا ما استحضرنا على سبيل المثال سيادة الرئيس نموذج القصير...

 

السيد الرئيس.. نحن لم نعتمد فكرة الدفاع أو الهجوم والتكتيك العسكري الذي يعتمد على كل معركة صغيرة بشكل منعزل.. كنا نتعامل مع الحالة وليس مع الجانب العسكري فقط.. كنا نتعامل مع الموضوع بجوانبه المختلفة.. هناك الجانب السياسي.. هناك الجانب الاجتماعي.. هناك الكثير من السوريين غرر بهم في البدايات.. هناك الكثير من الدول الصديقة في الخارج التي لم تكن تفهم الموضوع في الداخل.. لم يكن بالإمكان القيام بنفس الأعمال عندما لا يكون هناك إجماع حول قضية معينة.. لا شك في أن تطور الأحداث ساعد السوريين على فهم الذي يحصل.. فهم حقيقة الأمور.. وهذا ساعد القوات المسلحة أكثر للقيام بواجباتها وبإنجازاتها.. فما يحصل الآن هو ليس انتقالا من الدفاع إلى الهجوم.. وإنما هو انقلاب موازين القوى لمصلحة القوات المسلحة.

 

سؤال.. كيف انقلبت موازين القوى سيادة الرئيس... يقال.. ويؤخذ على سورية أنها تستعين بمقاتلين من الخارج.. هنا فلنسم الأشياء بأسمائها.. تتم حاليا الاستعانة بمقاتلي حزب الله.. علما بأنه في مقابلات سابقة تحدثت وقلت نحن 23 مليون سوري لسنا بحاجة إلى أحد.. ماذا يفعل حزب الله في سورية...

 

السيد الرئيس.. أول سبب لانقلاب الموازين هو انقلاب الحاضنة.. كانت هناك حاضنة في بعض المناطق للمسلحين.. أؤكد أن الدافع لم يكن قلة وطنية.. وإنما قلة معرفة.. هناك الكثير من الأشخاص الذين خدعوا.. اعتقدوا أن هذه ثورة ضد السلبيات الموجودة.. انقلبت هذه الحاضنة.. هناك العديد من المسلحين انسحبوا من هذه المجموعات الإرهابية.. وعادوا إلى الحياة الطبيعية.. فهذا هو السبب الأساسي.. بالنسبة لي ما يطرح الآن حول موضوع حزب الله.. ومشاركة مقاتلين من خارج سورية مع الدولة.. هذا الموضوع كبير جدا وله عدة عناصر.. واذا أردنا أن نشرحه فلابد أن أشرح كل العناصر المرتبطة به.. لا نستطيع أن نفصل ما طرح مؤخرا عن موضوع حزب الله.. ومعركة القصير والضربة الإسرائيلية.. ثلاثة عناصر لقضية واحدة.. دعيني أتحدث بصراحة.. مؤخرا.. وخاصة بعد الخطاب الأخير للسيد حسن نصرالله.. طرح في الإعلام العربي والأجنبي.. بأن مقاتلي حزب الله يقاتلون في سورية ويدافعون عن الدولة السورية.. طبعا بين قوسين بلغتهم "نظام".. نحن نقول يوجد دولة.. لا يوجد نظام.

 

لنتحدث بشكل منطقي.. إذا كان حزب الله أو المقاومة تريد أن تدافع عن سورية.. فإنها سترسل عددا من المقاتلين.. كم ترسل... بضع مئات.. ألف.. ألفين.. نحن نتحدث عن معركة فيها مئات الآلاف من الجيش السوري وعشرات الآلاف من الإرهابيين إن لم يكن أكثر من مئة ألف لأن تغذية الإرهابيين مستمرة من الدول المجاورة والدول التي تدعمها من الخارج.. فهذا العدد الذي يمكن أن يسهم فيه الحزب بالدفاع عن الدولة في معركتها.. مقارنة بعدد الإرهابيين والجيش.. ومقارنة بالمساحة السورية.. لا يحمي نظاما.. ولا دولة.. هذا من جانب.. إذا قالوا انه يدافع عن الدولة أيضا.. لماذا اليوم.. لماذا هذا التوقيت.. المعارك ابتدأت بعد رمضان عام 2011 وتصاعدت حتى وصلنا إلى عام 2012 صيف عام 2012 وبدؤوا معركة تحرير دمشق.. وكانت هناك ساعة صفر أولى وثانية وثالثة.. وتم اغتيال الضباط الأربعة.. وحصلت عدة عمليات فرار من الدولة في سورية.. وكان الكثير يعتقد أن ذلك الوقت هو وقت سقوط الدولة.. ولم تسقط.. ومع ذلك لم يتدخل حزب الله في ذلك الوقت.. فلماذا سيتدخل الآن... هذا جانب آخر.. وهناك جانب أهم.. لماذا لم نر حزب الله في دمشق وفي حلب.. المعركة الأكبر في دمشق وفي حلب وليست في القصير.. القصير مدينة صغيرة.. لماذا لم نره في حمص... كل هذه المعطيات غير دقيقة.. القصير استراتيجية... كل الحدود استراتيجية بالنسبة للإرهابيين.. كل الحدود تستخدم لتسريب السلاح والإرهابيين.. فلا علاقة لكل هذه العناوين التي طرحت بموضوع حزب الله.. إذا ربطنا ما طرح الآن.. النواح والعويل الذي نسمعه الآن في الإعلام العربي وبتصريحات المسؤولين العرب والأجانب.. حتى بان كي مون أصبح قلقا من تدخل حزب الله في القصير.. هذا كله مرتبط بعملية خنق المقاومة.. ليس له علاقة بالدفاع عن الدولة السورية.. الجيش السوري حقق إنجازات كبيرة جدا في حلب ودمشق وريف دمشق.. ولكن لم نسمع هذا النواح الذي سمعناه الآن في القصير.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. طبيعة المعركة التي تقومون بها أنتم وحزب الله في القصير.. يؤخذ عليكم أن هذه المعارك تأخذ طابع إقامة ممر آمن يربط الساحل السوري بدمشق.. وبالتالي هو تمهيد لإقامة دولة علوية في حال فرض التقسيم أو تغييرات جغرافية في المنطقة.. طبيعة هذه المعارك أيضا.. إذا كنت تريد أن تتحدث عنها وتربطها بالصراع مع إسرائيل...

 

لا أحد يخوض معارك ليذهب باتجاه التقسيم..هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سورية وليس العكس

 

السيد الرئيس.. الساحل السوري واللبناني لا يمر عبر القصير من الناحية الجغرافية.. لذلك فهذا الكلام غير منطقي. النقطة الثانية.. لا أحد يخوض معارك ليذهب باتجاه التقسيم. إذا أردت التقسيم فلتذهب باتجاه التقسيم.. ولكن لا تخوض معارك في كل البقاع السورية وفي مختلف أنحاء سورية لكي تذهب باتجاه زاوية محددة.. سير المعارك لا يوحي بأن هناك من يسعى للتقسيم في الدولة السورية.. بالعكس تماما.. هذه المعارك هي معارك الحفاظ على وحدة سورية وليس العكس.

 

النقطة الثانية.. أجدادنا جربوا هذا الموضوع مع الفرنسيين عندما طرحت فرنسا تقسيم سورية.. وكانوا واعين لهذا الموضوع منذ عقود. هل من الممكن أن نكون نحن كأحفاد بعد عقود أقل وعيا... المعركة.. وكل ما يحصل الآن في القصير.. وكل ما نسمعه من عويل مرتبط بالموضوع الإسرائيلي.. توقيت معركة القصير مرتبط مع الضربة الإسرائيلية.. المطلوب هو خنق المقاومة.. هذه المعركة القديمة الجديدة.. كل مرة تأخذ شكلا من الأشكال.. الآن ليس المهم هو القصير كمدينة.. وإنما المهم هو الحدود.. المطلوب خنق المقاومة برا وبحرا.. لذلك هنا يطرح سؤال.. يقال إن المقاومة يجب أن توجه سلاحها باتجاه العدو وبالتالي باتجاه الجنوب.. قيل هذا الكلام في 7 أيار.. عندما حاول البعض من عملاء إسرائيل في لبنان أن يستولوا على اتصالات المقاومة.. فقالوا إن المقاومة حولت سلاحها باتجاه الداخل. قالوا نفس الكلام عن الجيش السوري.. وبأنه يجب أن يقاتل على الحدود مع إسرائيل.. نحن قلنا بشكل واضح جدا ان الجيش يقاتل العدو أينما وجد.. عندما يأتي العدو من الشمال نتحرك باتجاه الشمال أو الشرق أو الغرب.. نفس الشيء بالنسبة للمقاومة.. لماذا يتواجد حزب الله على الحدود داخل لبنان أو داخل سورية... لأن المعركة هي معركة مع العدو الإسرائيلي أو مع وكلائه في سورية أو في لبنان.

 

سؤال.. دخول إسرائيل.. سيادة الرئيس.. على معادلة الأزمة السورية.. مؤخرا من خلال الغارات الإسرائيلية التي شنت على دمشق.. إسرائيل مباشرة ربطت هذه الغارات برسائل مفادها أنها لا تريد حربا تصعيدية.. ولا تريد التدخل بالأزمة السورية.. ما الذي تريده إسرائيل.. وأي نوع من التدخل بالمعادلة السورية...

 

تدخل إسرائيل مع الإرهابيين أو دعمها للإرهاببين كان يهدف لشيئين أولا.. خنق المقاومة.. وثانيا.. ضرب الدفاعات الجوية السورية

 

السيد الرئيس.. هذا يؤكد ما أقوله.. بأن العملية مرتبطة بخنق المقاومة بالدرجة الأولى.. حتى تدخل إسرائيل مع الإرهابيين أو دعمها للإرهاببين كان يهدف لشيئين أولا.. خنق المقاومة.. وثانيا.. ضرب الدفاعات الجوية السورية.. وهذا يؤكد أن إسرائيل تسعى لتحقيق الهدفين ولا يهمها الباقي.

 

سؤال.. طالما.. سيادة الرئيس.. أهداف إسرائيل واضحة.. أخذ على القيادة في سورية وعلى الدولة السورية الرد الضعيف.. كان الكل يترقب الرد السوري.. كان هناك تصريح للحكومة السورية "نحتفظ بحق الرد في المكان والزمان المناسبين".. لماذا لم يكن الرد مباشرة وتلقائيا... وهل يكفي ما سرب عن مصدر رفيع أن الصواريخ وجهت إلى العدو الإسرائيلي.. وأن أي اعتداء سيقابل بالرد دون الرجوع إلى القيادة...

 

السيد الرئيس.. نحن أبلغنا كل الجهات التي اتصلت معنا العربية والأجنبية.. وأغلبها أجنبية.. بأننا سنرد في المرة القادمة.. طبعا حصل هناك أكثر من رد.. كانت هناك محاولات خرق إسرائيلية وتم الرد عليها بشكل مباشر.. لكن الرد المؤقت ليس له قيمة.. يكون ردا ذا طابع سياسي.. نحن إذا أردنا أن نرد على إسرائيل.. فيجب أن يكون ردا استراتيجيا.

 

سؤال.. كيف... عبر فتح جبهة الجولان مثلا...

 

السيد الرئيس.. هذا يعتمد أولا على الحالة الشعبية.. هل تسير الحالة الشعبية باتجاه المقاومة أم لا... هذا هو السؤال

 

سؤال.. كيف تسير الأمور الآن في سورية...

 

هناك ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة

 

السيد الرئيس.. الحقيقة هناك ضغط شعبي واضح باتجاه فتح جبهة الجولان للمقاومة.. وهناك حماس حتى عربي.. من وفود عربية أتت إلى سورية.. عملية المقاومة ليست عملية بسيطة.. ليست هي فقط فتح.. بالمعنى الجغرافي.. هي قضية سياسية عقائدية اجتماعية.. وبالمحصلة تكون قضية عسكرية.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. إذا ما أخذنا بعين الاعتبار ما حدث في الجولان من ناحية استهداف الآلية العسكرية التي تخطت خط الاشتباك.. هل هذا يعني أننا أمام تغيير بقواعد اللعبة.. بقواعد الاشتباك... وإن كنا أمام تغيير في قواعد اللعبة.. ما هذه المعادلة إذا صح التعبير...

 

السيد الرئيس.. التغير الحقيقي في قواعد الاشتباك هو عندما تكون هناك حالة شعبية تسعى باتجاه المقاومة.. أي تغيير آخر هو تغيير مؤقت.. إلا إذا ذهبنا باتجاه الحرب.. أي رد من أي نوع يكون معنويا.. أو بالظاهر تغييرا في قواعد الاشتباك.. لكن لا اعتقد أنه كذلك.. التغيير الحقيقي هو أن يذهب الشعب باتجاه المقاومة.. هذا هو التغير الجذري والدراماتيكي إذا أردنا أن نسميه كذلك.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. ألا تعتقد أن هذا الكلام جاء متأخرا... لماذا بعد أربعين عاما.. كانت هناك تهدئة وهدنة في الجولان.. الآن يتم الحديث عن تحريك هذه الجبهة.. عن معادلات جديدة.. وعن قواعد لعبة جديدة...

 

السيد الرئيس.. هم يتحدثون دائما عن أن سورية تغلق الجبهة أو تفتح الجبهة.. الدولة لا تخلق مقاومة.. إن لم تكن المقاومة عفوية وشعبية فهي ليست مقاومة.. ولا يمكن أن تصنع.. الدولة إما تدعم أو تعرقل المقاومة كما يحصل في عدد من الدول العربية.. لكن أعتقد أن الدولة التي تقف في وجه المقاومة هي دولة متهورة.. فليست القضية أن سورية قررت بعد أربعين عاما أن تذهب بهذا الاتجاه.. هناك جيش يقوم بواجبه.. وبالتالي الحالة الفكرية بالنسبة للمواطنين بأن هناك من يقوم بهذا الواجب.. يعمل من أجل تحرير الأرض.. لو لم يكن هناك جيش كما حصل في لبنان عندما كان هناك جيش منقسم ودولة منقسمة خلال الحرب الأهلية.. لكانت ظهرت المقاومة منذ زمن طويل.. الآن في هذه الظروف هناك عدة عوامل تدفع بهذا الاتجاه أولا.. الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.. هي عامل أساسي في خلق هذه الرغبة وهذا الدافع.. ثانيا.. انشغال الجيش والقوات المسلحة في أكثر من مكان على الأرض السورية.. وهذا يعطي شعورا لدى الكثير من المواطنين بأنه من واجبنا الآن أن نقوم نحن بالتحرك بهذا الاتجاه لكي ندعم القوات المسلحة على جبهة الجولان.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. نتنياهو قال ان إسرائيل لن تتوانى عن توجيه ضربة إلى دمشق في حال تم رصد نقل أسلحة كاسرة للتوازن إلى حزب الله في لبنان.. في حال نفذت إسرائيل هذه التهديدات.. أريد ردا مباشرا منكم.. ماذا ستفعل سورية...

 

السيد الرئيس.. كما قلت.. نحن أبلغنا الدول الأخرى بأننا سنرد على الضربة بضربة.. طبعا من الصعب الآن تحديد أي نوع من الوسائل يستخدم من الناحية العسكرية.. هذا متروك للقيادة العسكرية.. ولكن نحن نضع عدة احتمالات.. هذا يعتمد على الظرف في توقيت الضربة.. ما الظرف الذي يسمح باستخدام طريقة معينة أو سلاح معين بحيث يكون أكثر فعالية من سلاح آخر أو من طريقة أخرى.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. بعد الغارة الإسرائيلية الأخيرة على دمشق تم الحديث عن أسلحة الـ اس300 وأنه سلاح كاسر للتوازن.. وفي سياق هذا الموضوع نتنياهو زار موسكو.. سؤال مباشر.. هل هذه الصواريخ في طريقها إلى دمشق... هل هذه الصواريخ باتت سورية تملكها الآن...

 

كل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم.. وتم جزء منه  خلال الفترة الماضية.. ونحن والروس مستمرون بتنفيذ عقود توريد السلاح

 

السيد الرئيس.. نحن لا نعلن عن الموضوع العسكري عادة.. ما الذي يأتينا وما هو موجود لدينا.. ولكن بالنسبة للعقود مع روسيا فهي غير مرتبطة بالأزمة.. نحن نتفاوض معهم على أنواع مختلفة من الأسلحة منذ سنوات.. وروسيا ملتزمة مع سورية بتنفيذ هذه العقود.. ما أريد أن أقوله هو انه لا زيارة نتنياهو ولا الأزمة نفسها وظروفها أثرت في توريد السلاح.. فكل ما اتفقنا عليه مع روسيا سيتم.. وتم جزء منه طبعا خلال الفترة الماضية.. ونحن والروس مستمرون بتنفيذ هذه العقود.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. تحدثنا عن صمود القيادة والدولة السورية.. تحدثنا عن تقدم يتم إحرازه في الميدان.. عن تعزيز التحالف بين سورية والمقاومة.. كل هذا يسير على جبهة.. بالجبهة المقابلة هناك حراك دبلوماسي بالمياه الراكدة منذ عامين ونصف العام.. قبل أن نتحدث وندخل بمحور جنيف والخطوط الحمراء التي تضعها سورية.. كان يوجد طرح بسيط وحل بسيط قدمه رئيس الائتلاف المستقيل معاذ الخطيب.. قال إنه يسمح للرئيس السوري مع 500 شخصية يتم اختيارها خلال عشرين يوما أن يغادروا الأراضي السورية وتنتهي الأزمة.. لماذا لا تلجؤون إلى تلبية هذا المطلب.. وبذلك تنتهي الأزمة...

 

السيد الرئيس.. أنا دائما كنت أتحدث عن مبدأ أساسي.. وهو أن قرار بقاء الرئيس أو ذهابه مرتبط بالشعب السوري.. فأي شخص يتحدث في هذا الموضوع عليه أن يعلن من يمثل من الشعب السوري.. هل هو مفوض من الشعب السوري أم ماذا... أما بالنسبة لهذه المبادرة.. الحقيقة لم أقرأ هذه المبادرة.. أنا سمعت عنها وكنت سعيدا جدا بأنهم أعطوني 20 يوما و500 شخص.. ولكن لست متأكدا من طرحها هو أم شخص آخر.. فأنا لا أهتم كثيرا بالأسماء.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. بكل الأحوال.. هو طرحها وقال 20 يوما و500 شخصية بلا ضمانات.. يوجد مغادرة إلى الخارج لكن نحن لا نضمن عدم وجود ملاحقة قضائية... بأي حال من الأحوال سيادة الرئيس هذا ما يدخلنا إلى محور المفاوضات.. نحن نتحدث عن مؤتمر "جنيف2" تم إعلان الموافقة المبدئية من القيادة والحكومة السورية على المشاركة بهذا المؤتمر.. كلمة مفاوضات.. في نهاية المطاف توجد طاولة.. إذا ما عقد هذا الاجتماع.. هناك العلم السوري وعلم هذه الجماعات المعارضة.. كيف ستقنع الشعب السوري بعد عامين ونصف العام من الأزمة أنك تجلس جنبا إلى جنب إلى طاولة مفاوضات واحدة مع هذه المجموعات...

 

نحن نعرف بأننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلف المعارضة وليس لكي نفاوضها.. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون

 

السيد الرئيس.. أولا.. بالنسبة للعلم دائما أقول.. العلم ليس له معنى إلا بالشعب الذي يمثله.. فعندما نضع علما على الطاولة أو في أي مكان نقول من الشعب الذي يرتبط بهذا العلم.. هذا سؤال نستطيع أن نسأله لمن يريد أن يضع أعلاما.. يسميها سورية.. غير العلم السوري الرسمي.. فلا قيمة لهذا العلم عندما لا يعبر عن شعب.. هذا الجانب الأول.. الجانب الآخر نحن كوفد سنذهب إلى هذا المؤتمر بصفة رسمية ممثلين شرعيين للشعب السوري.. أما هم فمن يمثلون.. نحن عندما ينتهي المؤتمر نعود إلى سورية.. نعود إلى منازلنا.. نعود إلى شعبنا.. أما هم عندما ينتهي المؤتمر فإلى أين سيعودون... إلى فنادق الخمس نجوم.. أم إلى وزارات الخارجية في الدول التي يمثلونها.. غير سورية طبعا.. لكي يقدموا لها التقارير.. أم لمخابرات تلك الدول.. "فلذلك عندما نذهب إلى هذا المؤتمر يجب أن نعرف بشكل واضح أن جزءا من الذين سيجلسون الى الطاولة".. أنا أقول جزءا لأن صيغة المؤتمر غير واضحة حتى الآن.. ما موقع المعارضة السورية الوطنية.. ما موقع المعارضة والأحزاب الأخرى الموجودة في سورية.. وغيرها من الأسئلة.. ما يتعلق بالمعارضة الخارجية التي تتحدثين عنها وعن علمها.. نحن نعرف بأننا نذهب لكي نفاوض الدول التي تقف خلفها وليس لكي نفاوضها.. عندما نفاوض العبد بالمظهر فنحن نفاوض السيد بالمضمون.. هذه هي الحقيقة.. ويجب ألا نختبئ خلف أصابعنا.

 

سؤال.. هل عندكم قناعة في القيادة السورية.. أن هذا المؤتمر حتما سيعقد وستتم هذه المفاوضات الشهر القادم...

 

السيد الرئيس.. نعم.. نحن نتوقع ذلك إلا إذا كانت هناك عرقلة من باقي الدول.. بالنسبة لنا في سورية أعلنا منذ يومين موافقتنا من حيث المبدأ على المشاركة في المؤتمر.

 

سؤال.. هذه الكلمة بالمبدأ.. الموافقة المبدئية.. لماذا هناك حساب لطريق العودة...

 

السيد الرئيس.. لأن مبدأ المؤتمر صحيح.. لكن تبقى التفاصيل.. هل هناك شروط ستوضع قبل المؤتمر مثلا.. في حال وضعوا شروطا.. ربما نرفض هذه الشروط.. فلا نذهب.. ولكن مبدأ المؤتمر.. صيغة اللقاء.. هي صيغة جيدة.. هذا ما نقصده بالمبدأ.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. دعنا نتحدث عن الشروط التي تضعها القيادة السورية.. ما شروط سورية.

 

السيد الرئيس.. بكل بساطة الشرط الوحيد هو أن أي شيء ينفذ على خلفية أي لقاء سواء كان داخليا أو خارجيا بما فيه المؤتمر يخضع لرأي الشعب السوري.. ولاستفتاء الشعب السوري.. هذا هو الشرط الوحيد الحقيقي.. أي شيء آخر ليست له قيمة.. لذلك فإننا نذهب ونحن مرتاحون.. لا يوجد لدينا أي عقد.. يستطيعون أن يطروحوا أي شيء ونستطيع أن نطرح أي شيء.. ولكن أي شيء لا يمكن أن ينفذ إلا برغبة الشعب السوري.. وطالما أننا نمثل الشعب بشكل شرعي.. فلا يوجد شيء نخاف منه.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. دعنا نوضح.. هناك الكثير من اللبس أثير.. من "جنيف1" و"جنيف2".. حول المرحلة الانتقالية ودور سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد في هذه المرحلة.. هل أنتم على استعداد للتنازل عن كامل صلاحياتكم لهذه الحكومة الانتقالية وكيف تفهمون هذا المصطلح.. اللبس إذا صح التعبير...

 

تغيير صلاحيات الرئيس يخضع للدستور.. والرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته.. هو لا يملك الدستور

 

السيد الرئيس.. هذا ما أوضحته في المبادرة التي أطلقناها في الشهر الأول من هذا العام.. هم يقولون يريدون حكومة انتقالية لا دور للرئيس فيها.. طبعا الرئيس لا يرأس حكومة.. في سورية نحن في نظام رئاسي.. الرئيس في رئاسة الجمهورية وهو لا يرأس الحكومة.. هناك رئيس للحكومة.. هم يريدون حكومة بصلاحيات واسعة.. الدستور السوري يعطي الحكومة صلاحيات كاملة والرئيس هو القائد العام للجيش والقوات المسلحة وهو رئيس مجلس القضاء الأعلى.. أما باقي المؤسسات فكلها تتبع بشكل مباشر للحكومة.. أما تغيير صلاحيات الرئيس فهذا يخضع للدستور.. والرئيس لا يستطيع أن يتنازل عن صلاحياته.. هو لا يملك الدستور.. الدستور بحاجة لاستفتاء شعبي.. هذه الأشياء عندما يريدون طرحها تطرح في المؤتمر وعندما نتفق على شيء.. إذا اتفقنا.. نعود ونطرحها باستفتاء.. نرى ما رأي الشعب السوري وعندها نسير.. ولكن أن يطلبوا مسبقا تعديل الدستور.. فهذا شيء لا يقوم به الرئيس ولا الحكومة.. إذ لا يحق لنا دستوريا أن نقوم بهذا العمل.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. بصراحة.. كل المواقف الدولية المعارضة.. كل خصومكم السياسيين قالوا لا نريد دورا للأسد في المرحلة القادمة أو في مستقبل سورية.. هذا ما قاله سعود الفيصل وما قاله الأتراك والقطريون وكذلك المعارضة السورية.. هل سيترشح الرئيس الأسد للانتخابات الرئاسية القادمة في 2014...

 

السيد الرئيس.. أنا أعرف أن سعود الفيصل مختص بالقضايا الأمريكية.. لا أدري إذا كان يعرف شيئا عن القضايا السورية.. إذا كان يريد أن يتعلم.. فلا بأس.. أما بالنسبة لرغبات الآخرين.. فأعود وأقول لن تكون هناك رغبة سوى رغبة الشعب السوري.. أما الترشيح فطرح من البعض.. انه يفضل ألا يترشح الرئيس لانتخابات الـ 2014.. قلت هذا الموضوع يحدد في ذلك الوقت.. ما زال الوقت باكرا لطرح مثل هذا الموضوع.. ولكن عندما يأتي التوقيت وأشعر أن هناك حاجة للترشيح.. طبعا هذه الحاجة يحددها.. مرة أخرى.. تواصلي مع المواطنين وشعوري بأنهم يرغبون بهذا الترشيح.. فلن أتردد.. أما إذا شعرت أن الشعب السوري لا يريد فمن البديهي ألا أترشح.. فهم يضيعون الوقت في هذا الحوار.

 

سؤال.. سيادة الرئيس أشرت إلى سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي.. هذا ما يدفعني إلى التساؤل عن علاقة سورية مع السعودية.. مع قطر.. مع تركيا.. ولاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار موقفهم الأخير في اللجنة الوزارية العربية الذي كان شبه معتدل.. لم يطالبوا بشكل مباشر وصريح برحيل الرئيس الأسد.

 

هل تلمسون أي تغيير أو دعم من هذه الدول للحل السياسي للأزمة السورية.. وهل سورية على استعداد للتعاطي من جديد مع الجامعة العربية.. علما أن الحكومة السورية مؤخرا طلبت اعتذارا من الجامعة...

 

جزء كبير من الدول العربية هو غير مستقل وتأتيه الأوامر من الخارج.. البعض منهم معنا بالقلب.. ولكن ليس معنا بالتطبيق وبالقرار

 

السيد الرئيس.. بالنسبة للدول العربية نرى تغيرات مؤقتة ترتبط بالخطاب ولا ترتبط بالممارسة.. الدول التي تدعم الإرهابيين لم تتغير.. ما زالت تدعم الإرهابيين بنفس المقدار.. تركيا أيضا لا يوجد شيء جدي.. أما بالنسبة لقطر فهي في نفس الموقع.. موقع الممول.. البنك الذي يقدم الأموال والدعم للإرهابيين عبر تركيا.. ففي الواقع لا يوجد أي تبدل.. أما بالنسبة للجامعة العربية فنحن في سورية لم نبن عليها آمالا حتى في العقود الماضية.. كنا بالكاد نتمكن من نزع الألغام في الاجتماعات المختلفة سواء على مستوى القمة أم على مستوى وزراء الخارجية.. فهل سنتوقع منها بعد المواقف الأخيرة أن تلعب دورا... نحن نتواصل ونتعاطى مع الجميع.. لا نغلق الأبواب.. ولكن في الواقع يجب أن نكون واقعيين.. يجب أن نعرف أن الجامعة غير قادرة على أن تقدم شيئا.. وخاصة أن جزءا كبيرا من الدول العربية هو غير مستقل وتأتيه الأوامر من الخارج.. البعض منهم معنا بالقلب.. ولكن ليس معنا بالتطبيق وبالقرار لأن القرار ليس قراره.. لنكن واضحين.. نحن لا نبني آمالا على الجامعة العربية.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. هذا يدفعنا إلى التساؤل.. إذا كان الجو العربي على هذه الصورة.. التطورات في الميدان والصمود كذلك.. ومؤتمر جنيف وطاولة المفاوضات.. السؤال الأساسي هنا.. ماذا لو فشلت المفاوضات السياسية.. ما تداعيات فشل المفاوضات السياسية...

 

فشل المؤتمر لا أعتقد أنه سيغير كثيرا من الواقع داخل سورية

 

السيد الرئيس.. هذا الاحتمال وارد جدا لأن هناك دولا تعرقل الاجتماع من الأساس.. ولو لم تكن محرجة لما ذهبت وهي ضد أي حوار.. سواء كان داخل سورية أو خارجها.. فهذا الاحتمال قائم.. حتى الروسي في أكثر من تصريح خفف من التوقعات بالنسبة لهذا المؤتمر.. لكن يجب أن نكون أيضا دقيقين في تعريف هذا الحوار.. ما علاقة هذا الحوار بما يحصل على الأرض... معظم هذه القوى التي تتنطح للحديث عما يحصل في سورية ليس لها علاقة بالداخل السوري.. ليس لها علاقة حتى بالإرهابيين بشكل مباشر.. وفي بعض الحالات الإرهابيون يرتبطون بهذه الدول مباشرة.. وفي حالات أخرى هي عبارة عن عصابات تأخذ الأموال حسبما تقوم به من أعمال تخريبية.. ففشل المؤتمر لا أعتقد أنه سيغير كثيرا من الواقع داخل سورية.. لأن هذه الدول.. بمؤتمر أو بدونه.. لن تتوقف عن الدعم.. والعصابات لن تتوقف عن التخريب.

 

سؤال.. سيادة الرئيس.. الأزمة في سورية بدأت تنتقل إلى الخارج.. إلى دول الجوار.. المتابع للمشهد العراقي.. والمتابع لتفجيرات الريحانية في تركيا.. وكذلك الحال في لبنان.. لدينا أحداث عرسال.. أحداث طرابلس.. ومشاركة حزب الله في القتال في القصير.. كيف تقارب سورية الملف اللبناني.. وهل تعتقد أن سياسة النأي بالنفس ما زالت سارية المفعول وما زالت مقبولة...

 

السيد الرئيس.. لنسأل أسئلة من واقع الأمور في سورية وفي لبنان عن سياسة النأي بالنفس لكي لا يقال انني أقيم أو أقول ان هذه السياسة صحيحة أو غير صحيحة.. نسأل سؤالا بسيطا.. هل تمكن لبنان من منع التدخل اللبناني في سورية... هل تمكن من منع تهريب الإرهابيين والسلاح إلى سورية أو من إعطائهم الملجأ من سورية إلى لبنان... لم يتمكن.. في الواقع الكل يعرف أن لبنان ساهم في الأزمة السورية بشكل سلبي.. مؤخرا هل تمكن لبنان من حماية نفسه من تداعيات الأزمة السورية وأوضحها ما يجري في طرابلس.. والصواريخ التي بدأت تسقط على مناطق مختلفة في بيروت أو حولها... عمليا لم يتمكن.. فعن أي نأي بالنفس نتحدث... نأي لبنان بنفسه شيء ونأي الحكومة بنفسها شيء آخر.. عندما تنأى الحكومة بنفسها عن موضوع معين وهذا الموضوع يهم ويخص ويؤثر في مصالح المواطنين فهي تنأى بنفسها عن المواطنين.. أنا لا أوجه الآن انتقادا الى الحكومة اللبنانية.. أنا أتحدث مبادئ عامة.. لا أريد أن يقال انني أنتقد هذه الحكومة.. لو أرادت الحكومة السورية أن تنأى بنفسها عن قضايا تهم الشارع السوري لفشل هذا الموضوع عندما تحصل المشكلة في بلد جار.. عندما يكون منزل جاري يحترق فلا أستطيع أن أقول انه لا علاقة لي.. هذه النار ستنتقل إلى منزلي.. فلذلك نحن لا نعتقد أن هذا الكلام ممكن من الناحية الواقعية.

 

سؤال.. سيادة الرئيس ماذا تقول لمحبي محور المقاومة.. نحن في أجواء الاحتفال بذكرى الانتصار والتحرير.. في أجواء الوعد بالنصر الذي تحدث عنه سماحة السيد حسن نصرالله.. أنتم تتحدثون بلغة الواثق بالانتصار على هذه الأزمة.. ماذا تقول لعموم هذا الجمهور.. هل نحن أمام الخروج من النفق المظلم...

 

لو لم تكن لدينا الثقة بالانتصار لما كانت لدينا القدرة على الصمود.. ولما كانت لدينا القدرة على أن نستمر بهذه المعركة بعد سنتين من هجوم عالمي

 

السيد الرئيس.. أنا أعتقد أن الانتصار الأكبر الذي حققته المقاومة العربية خلال سنوات أو عقود.. هو انتصار فكري بالدرجة الأولى.. هذه المقاومة ما كانت قادرة على النجاح عسكريا لولا النجاح والصمود في وجه حملة لتسويق وتشويه المفاهيم في هذه المنطقة.. قبل الحرب الأهلية في لبنان كان هناك مصطلح يقول ان قوة لبنان في ضعفه.. هذا يشبه القول ان ذكاء الإنسان بغبائه أو ان الشرف يمر عبر الفساد.. هذا غير منطقي.. أتت انتصارات المقاومة المختلفة في أكثر من مفصل لكي تؤكد أن هذا الطرح غير صحيح.. والصحيح هو أن ضعف لبنان بضعفه.. وقوة لبنان بقوته.. قوة لبنان بمقاومته.. وقوة لبنان بهؤلاء المقاومين الذين تتحدثين عنهم.. نحن اليوم بحاجة لهذا الفكر ولهذا الصمود وللأعمال التي يقوم بها المقاومون في هذه المرحلة أكثر من أي مرحلة أخرى.. لأن الأحداث التي مر بها الشارع العربي خلال السنتين الماضيتين أو أكثر بقليل ضربت المفاهيم لدرجة أن البعض من العرب نسي أن عدوه إسرائيل وأصبح العداء داخليا ومحليا.. طائفيا وإقليميا وقوميا وغير ذلك.. فنحن اليوم نعول على هؤلاء المقاومين بتذكير الشعب العربي من خلال انجازاتهم بأن عدونا ما زال في نفس المكان.. أما بالنسبة لثقتي بالانتصار.. فلو لم تكن لدينا الثقة بالانتصار لما كانت لدينا القدرة على الصمود.. ولما كانت لدينا القدرة على أن نستمر بهذه المعركة بعد سنتين من هجوم عالمي.. هو ليس عدوانا ثلاثيا كما حصل في عام 1956 وإنما حقيقة حرب عالمية تشن على سورية وعلى النهج المقاوم.. فثقتنا بالنصر أكيدة.. وأنا أؤكد لهم أن سورية ستبقى كما كانت بل أكثر من قبل داعمة للمقاومة والمقاومين في أي مكان من العالم العربي.

 

المذيعة.. في الختام شرفني جدا إجراء هذا الحوار معكم سيادة الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد شكرا جزيلا لكم..

 

السيد الرئيس.. أهلا وسهلا بك وأود أن أهنئ قناة المنار.. هذه القناة المقاومة.. في ذكرى التحرير وأهنئ أيضا الشعب اللبناني وأهنئ كل مقاوم في لبنان .. أهلا وسهلا بكم.

 

المذيعة.. شكرا لكم

 

اضافة تعليق