حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

دراما الحجر الصحي

لم يكن ينقص الدراما السورية بعد ما يُقارب من عشر سنوات حرب على سورية بكل ما فيها من مكونات ومقدرات؛ غير جائحة فايروس الكورنا لتضع هي الأخرى توقيعها على قائمة الموقعين على خراب الدراما السورية من ممولين وفارضي حصار وغيرهم..

وكان أول ملامح انتشار الفايروس؛ توقف العديد من الأعمال الدرامية عن التصوير ما يعني ذلك انتظار عرضها لما بعد موسم الدراما الذي اختار شهر رمضان زمن حصاده، أو – ربما- انتظار الموسم الرمضاني القادم لعرض بضاعته.. صحيح أننا لم نعرف بعد أهمية المسلسلات التي توقفت عن التصوير في تلوينها للنتاج التلفزيوني السوري، لكن يبدو أنّ هذا التوقف قد أضرّ بهذا النتاج سواء على صعيد الكم، أم على صعيد النوع..

ويبدو اليوم من خارطة الدراما السورية لهذا الموسم؛ أكثر من ملمح لا يُشجع ولا يسر أبداً محبي هذه الدراما، فقد بقيت الأعمال التي لا يُمكن أن تضيف الكثير على جودة هذه الدراما على هذه الخارطة، لاسيما المُتمثلة في انتكاسة العودة للأعمال البدوية، أو في الاستمرار بتلفيق الحكايا الساذجة للأعمال التي اتخذت دمشق بيئةً لها، واليوم باستثناء مسلسل السيرة الذاتية للعروبي الكبير المطران هيلاريون كبوتشي، فلا شيء في هذه الدراما يستحق الالتفات، سوى بالالتفات السلبي لنوع يبدو أنه سيحضر بقوة هذا الموسم، وهو “دراما الجريمة” التي يظهر أن ستكون على قائمة أكثر من مسلسل.. فيما تغيب وعلى ما يبدو كل الأعمال التي تهتم بشواغل المحنة السورية، وهذا أمر ملفت ويحتاج إلى الكثير من الأجوبة لأسئلة الغياب، وحتى بالشك بأهمية هذه النوع الإبداعي الذي ليس من شواغله الهم الوطني، مع أن هذه الدراما خوّضت وعلى مدى أكثر من موسم سابق في مثل هذه الشواغل رغم اختلاف سويات هذا الخوض وحجمه بين أن تكون مثل هذا الشواغل تُشكل أحداثاً رئيسية، وبين أن تكون خلفيات وصدى للأحداث في العمل الدرامي.. وإذا ما تساءلنا عن حضور الكوميديا؛ فعلى ما يبدو أيضاً لن نحصل على جواب، وكأن هذه الدراما في طريقها إلى التجهم الكامل، وليكتمل المشهد الذي لا يسر الخاطر بدراما القص واللصق والخلط العربي أو ما عُرف بدراما “بان آراب” حيث يتقدم في شاراتها اسم ممثلة مثل دارين حمزة أو أي عارضة أزياء اسم ممثلة بحجم منى واصف.

اضافة تعليق