حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

نتائج التدخلات الأمريكية

يوماً بعد يوم تشتد الأزمة في فنزويلا وتتعقد بسبب التدخل الأمريكي المفضوح في هذا البلد.
كل التفاصيل إلى الآن تبدو وكأنها قد مرت في وقت سابق، في غير منطقة ومكان، السيناريو نفسه (انشقاقات، تظاهرات، ارتفاع صوت المعارضة المدعومة خارجياً، التلويح بالخيارات العسكرية، مساعدات، دعوات دولية لإجراء انتخابات، مواجهات في مجلس الأمن)، وغير ذلك من التفاصيل الكثيرة المعدة سابقاً.
ملامح مواجهة جديدة روسية– أمريكية في مجلس الأمن وهذه المرة عنوانها الأبرز «الأزمة في فنزويلا».
واشنطن تقدمت بمشروع قرار إلى مجلس الأمن يدعو إلى إجراء انتخابات رئاسية، ويسهل وصول المساعدات الإنسانية، وذلك في مسعى أمريكي لتأكيد الدعم لمتزعم «المعارضة» اليمينية الفنزويلية.

أما موسكو فقد ردت على واشنطن بمشروع قرار بديل، يبدي قلقاً حيال التهديد الأمريكي باستخدام القوة ضد سلامة وسيادة الأراضي الفنزويلية وسيادتها.
مرة أخرى تقف واشنطن في مواجهة مع ميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وتحاول بسط السيطرة على المنظمة الدولية وخطفها وانتهاك الأعراف والمواثيق الدولية، وهذا ما يمثل تكراراً للمشهد الذي شهده العديد من مناطق الأزمات حول العالم، في السنوات الأخيرة، حيث وقف الثنائي الروسي- الصيني، في وجه العربدة الأمريكية وعرقل العديد من مشروعات قرارات تبنتها أمريكا وحلفاؤها الغربيون.
المواقف الأمريكية من الأزمة في فنزويلا تعمل لتعقيد الموقف وتصعيده، وبمراجعة سريعة للمواقف، نتأكد أن النهج الذي يتبعه الأمريكيون يهدف إلى تحريض «المعارضة» الفنزويلية متسترين بادعاءات «تدعم الديمقراطية وإحلال الاستقرار».
على النقيض من ذلك، تحرص موسكو على تأييد المساعي السلمية لتسوية الأزمة والخروج منها في أسرع وقت، مشيدة بقرار الرئيس مادورو واستعداده لإجراء محادثات مع «المعارضة»، وهو ما رفضه زعيمها غوايدو بدعم مباشر من الولايات المتحدة وأوروبا.

كل التجارب القديمة والجديدة، القريبة والبعيدة، عن التدخلات الأمريكية تؤكد أن واشنطن لم تتدخل يوماً بشكل مباشر أو غير مباشر في أزمة إلا وكان الخراب والقتل والتدمير هو النتيجة، والأمثلة أكثر من أن تعد، ويكفي الإشارة إلى أفغانستان والعراق، وتصنيع ودعم التنظيمات الإرهابية مهما اختلفت تسمياتها من «القاعدة» وصولاً إلى «داعش».

 

شوكت أبو فخر - صحيفة تشرين

اضافة تعليق