حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

فنزويلا.. أول ضحايا الترامبية !!

د. مهدي دخل الله

يبدو أن فنزويلا ستكون أول ضحايا الترامبية، ما يؤكد أهمية التركيز على كفاح الشعب الفنزويلي ونصرته، لعله ينجح في وقف الهيجان الأمريكي..

تستند الترامبية فكرياً على إرث الحزب الجمهوري ما قبل ريغان وبوش الأب والابن، وهو إرث بدأه الرئيس مونرو عام /1823/ عندما أعلن مبدأه الشهير: أمريكا للأمريكيين، أي – عملياً – القارتان الأمريكيتان للولايات المتحدة مقابل أن لا تتدخل واشنطن في شؤون العالم القديم وقاراته الثلاث.

إنها نظرية ” الانعزالية الأمريكية ” التي كانت تقوم على طرد الاستعمار الأوروبي (الانكليزي والفرنسي والإسباني ) من أمريكا الجنوبية وملء الفراغ بنفوذ مسيطر للولايات المتحدة..

الانعزالية الجديدة، أي الترامبية، لن تكتفي بإعادة السيطرة على أمريكا الوسطى والجنوبية، وإنما سوف تعزز حضورها في العالم القديم، خاصة جنوب شرق آسيا وما يسمى بأوروبا الجديدة، أي الدول الاشتراكية السابقة التي تشكّل اليوم عازلاً جغرافياً وجيوسياسياً بين روسيا (الهارتلاند) وأوروبا العجوز (الغربية).

بعد القضاء على حكم حزب العمال في البرازيل استطاعت واشنطن التمركز في أكبر دول أمريكا الجنوبية. كنت حاضراً عام /2008/ في المؤتمر العام لحزب العمال البرازيلي في ساو باولو عندما أعلن الرئيس السابق لولا بكل فخر أن بلاده أنهت بشكل كامل ارتباطاتها بصندوق النقد الدولي، فهل هناك من يستغرب من ملاحقة الرجل حتى الآن وزجه في السجن؟؟…

ظاهرة الشافيزية تقلق الولايات المتحدة، لكن حكومة أوباما (الحزب الديمقراطي) كانت منشغلة بتعزيز حضورها في الشرق الأوسط، لعلها تمدد المنطقة العازلة من أوروبا الشرقية حتى الشرق الأوسط. هذا كان مطلوباً من أجل عزل آسيا وأفريقيا وروسيا عن أوروبا الغربية..

مع نهاية حكم الديمقراطيين استعاد ترامب النظرية الانعزالية التي تركّز على ((حديقة الولايات المتحدة الخلفية )) أي أمريكا الجنوبية. سيكون وضع كوبا وفنزويلا مقلقاً بالتأكيد، وسيعمل ترامب على منع أي قوة أخرى التقدم نحو حديقته الخلفية.

أما لماذا يقترب ترامب جداً من جيران روسيا، كأوكرانيا ولاتفيا وأستونيا وبولونيا ورومانيا؟؟.. هذا سؤال مطروح بقوة؟ كيف لا يحق لروسيا نصرة فنزويلا بذريعة أنها حديقة الولايات المتحدة، ويحق لترامب بأن يركّز صواريخ الناتو على بعد أميال فقط من روسيا؟؟..

وهناك أمر آخر، وهو أن روسيا لا تريد من فنزويلا أن تكون قاعدة عسكرية لها في مواجهة ” الشريك الأمريكي “، وإنما فقط تحقيق مبدأ الاستقلال الذي هو أساس السلام بين الدول. أما واشنطن فهي تقف في وجه هذا المبدأ، وتزرع أسلحتها وجنودها في مواجهة كل من يطلب حقاً إنسانياً وقانونياً وطبيعياً اسمه الاستقلال!!..

اضافة تعليق