حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

جدلية العلاقة بين الدولة والثورة

-أحمد صوان

لاشك في أن المسيرات الحاشدة بمشاركات جماهيرية مليونية في طهران وكل المدن الإيرانية في عيد انتصار الثورة الأربعين تؤكد ثبات هذه الثورة على مبادئها وأهدافها ومساراتها بدخول الجمهورية الإسلامية الإيرانية عقدها الخامس بالانتصار الذي تحقق قبل أربعين عاماً بإسقاط نظام الشاه في الحادي عشر من شباط عام 1979، بعد عشرة أيام فقط من انتقال الإمام الخميني إلى طهران في الأول من شباط عام 1979.

إن هذه الثورة، ومع دلالات وأبعاد وجود الجيلين الثالث والرابع في الساحات والميادين بمناسبة الذكرى الأربعين لانتصارها يثبت استحالة إيقاف هذه الحركة الشعبية الثورية في إيران، وفشل كل القوى والدول التي راهنت على احتواء الثورة و«إسقاطها» على امتداد كل السنوات والعقود التي أوضحت أنها البوصلة والمسار والتوجه بحيث بات بكل وضوح وجلاء وعزم وإصرار أنه لا توجد قوة أو دولة في العالم قادرة على تغيير نهج الثورة ومساراتها على كل الصعد الداخلية والإقليمية والدولية في علاقة جدلية وعضوية ما بين الدولة والثورة على أساس «اليوم إيران وغداً فلسطين» فمنذ اليوم الأول للثورة تحددت البوصلة وكعلامة فارقة في الانتصار وهي دعم نضال الشعب الفلسطيني على طريق تحرير الأرض واستعادة الحقوق، وذلك حين تحولت «سفارة» الكيان الصهيوني في طهران إلى سفارة لفلسطين، وأعقب ذلك الإعلان عن اليوم العالمي للقدس عاصمة أبدية لفلسطين في الجمعة الأخيرة من رمضان الكريم من كل عام.

ومنذ ذلك الحين كانت إيران ولا تزال جزءاً من محور المقاومة وهو جزء محوري وأساسي، نسجت أفضل وأقوى العلاقات مع سورية التي دعمت كل توجهات هذه الثورة بإرادة قوية ومنيعة ومن أجل استكمال القوس النضالي من طهران إلى بغداد إلى دمشق إلى الجولان إلى جنوب لبنان إلى الضفة الغربية إلى غزة في مواجهة العدوانية الإسرائيلية ولإفشال كل مخططات تصفية القضية الفلسطينية، وحين جددت سورية ثبات بوصلتها حيال القضية الفلسطينية مع بدء الحرب الإرهابية التي فُرضت عليها، كان دفاع إيران عن سورية هو دفاع عن فلسطين، لأن انتصار سورية وفق الرؤية الثورية الإيرانية هو انتصار لفلسطين.

 

- صحيفة تشرين

اضافة تعليق