حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

"غورباتشوف أميركا"!

لا شك أن الأميركيين وقبل غيرهم باتوا في حالة اشمئزاز من تصريحات ومواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، سواء بالنسبة للداخل الأميركي حيث العنصرية على أشدها، واحتلال الشوارع والمدن بات هدفاً للجمهوريين كنوع من تأييد رئيسهم في مواجهة حكام الولايات ومجالس المدن من الديمقراطيين وهو ما يحاول ترامب التركيز عليه أيضاً للتغطية على عجزه وعدم قدرة إدارته على تأمين أبسط شروط الحماية للأمريكيين في ظل ازدياد حدة انتشار وباء كورونا, وفوق ذلك تتحدث الصحافة الأميركية عن مواقف يريد ترامب اتخاذها إثر تهديده المتواصل لمحكمة الجنايات الدولية، “بمحاسبة ومعاقبة” قضاتها تحت ذريعة “انحيازها” لمنظمة الصحة العالمية، وهو ما يشير بالفعل كما تقول صحيفة (فورين بوليسي) إلى أن ترامب فقد عقله، ويعتقد أن كل ما يتفوه به يمكن أن يقنع الآخرين.

 

الولايات المتحدة في مشهدها العام منقسمة أفقياً وعمودياً، ولا يمكن درء هذا الانقسام بالتخفي وراء أضاليل وأباطيل وادعاءات يسوقها ترامب، إلى حد أنه مع تدني وتراجع شعبيته وفق استطلاعات رأي متتالية، ومع تآكل إجراءات الحماية، أو توجيه الجهود لدرء الأخطار المحتملة عن الولايات المتحدة، يلجأ بخطواته غير المحسوبة إلى تعميق الانقسام، وازدياد حدة التآكل في ظل أخطار وتحديات جائحة كورونا سواء من جهة ركود وكساد الفعاليات الاقتصادية، أو من جهة ازدياد البطالة بإغلاق شركات ومشروعات تكبدت خسائر بمئات المليارات من الدولارات.

 

ومن هنا ليس غريباً أن يطلق الأميركيون على ترامب (غورباتشوف أميركا) على اعتبار أن لا أحد يعرف على وجه الدقة إلى أين تسير أميركا بإدارة ترامب ومستشاريه وفريقه، ولا أحد يعرف أيضاً كيف سيواجه الأميركي حتى في حال إغلاق الباب على كورونا، مصيره ومستقبله، وحالات العداء والكراهية وفق سياسة عنصرية بغيضة مورست ولا تزال تمارس وفي وضح النهار على المحتجين والمتظاهرين ضد سياسة ترامب!

 

أحمد صوان

اضافة تعليق