حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

الحرب في سورية بين السيرورة والمسار

تشرفُ الحربُ الدَّائرة في سورية على  الدخول في عامها التاسع، في ظلِّ بيئة إقليمية ودولية  يكتنفها الالتباسُ، ويلفُّها الكثير من الغموض، بخصوص  الأزمة السورية، التي تستحكم بمجرياتها حالة معقدة من الاشتباك السياسيّ، تزيدُ من حدّة مفاعيله انعطافات السلوك السياسيّ الأمريكيّ، الذي ينطوي على حالة من التشويش والغموض، يربك الأصدقاء قبل الأعداء، ويفتح الباب مشرعاً، لطرح تساؤلات كبيرة من قبيل: لماذا الحرب مستمرة في سورية وعليها، متى وكيف ستنتهي؟، ما طبيعة السيناريوهات المحتملة لجهة ما يتعلق بطبيعة الحلّ السياسيّ، وآفاق التسوية المحتملة في سورية؟

إنَّ هناك تساؤلات مهمة تُطرح بقوّة في الوقت الذي ينفتح فيه الإطار السياسيّ والعسكريّ في سورية على مشاهد مختلفة، ومعطيات ذات طبيعة متغيرة، بصورة مكثفة، ما يجعل القدرة على توقع مجرى التحولات والإحاطة بها وتقدير السيناريوهات المحتملة، عملية معقدة، تنطوي على صعوبات بالغة في الأمد القصير. لكن ذلك لا ينفي بالمطلق إمكانية الاستشراف، لجهة ما يتعلق بمستقبل الصراع، وآفاق التسوية السياسية في سورية.

تنطلق هذه الورقة من طرح تساؤلات مهمة عن أسباب إنتاج الحرب وعوامل تعقّد مفاعيل الاستعصاء السياسيّ، وتأخر الحلّ، واستمرار الحرب، من كلّ ذلك إلى التساؤل الأبرز: متى وكيف يمكن أن تنتهي الحرب؟

وعليه، بما أنَّ نجاح السياسات يُقاس بالنتائج، لذا سنسعى في إطار محاولتنا تقديم إجابة على التساؤل المطروح، للانطلاق بمنظور مختلف، ينطلق من منهج التحليل السلوكي للوحدات السياسية الأساسية والثانوية (الدول) ذات الصلة المباشرة بالحرب الدائرة في سورية، مدعماً باستخدام أدوات منهج التحليل الاستقرائيّ والاستنباطيّ كمدخل لاستشراف مسار الحرب ومعالم التسوية.

د. مدين علي

اضافة تعليق