حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

صحف عربية تحمّل ترامب مسؤولية هجوم نيوزيلندا

علّقت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية على الهجوم الدموي على مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا أثناء صلاة الجمعة وتسبب في مقتل 50 شخصًا وإصابة عشرات آخرين.

 

وانتقد كُتّاب الرئيسَ الأمريكي دونالد ترامب بسبب عدم وصفه الجاني بـ "الإرهابي" وبسبب مواقفه وتصريحاته التي رأوا فيها صعودًا لليمين المتطرف، وحذّر آخرون من أن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" بدأت تأخذ منحىً دمويًا في المجتمعات الغربية وأنها من شأنها أن تغذي الحركات الإسلامية المتشددة.

 

وينتقد عبد الباري عطوان، رئيس تحرير "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية، الرئيسَ الأمريكي، قائلاً: "عندما يرفض الرئيس ترامب إدانة مُنَفِّذ مجزرة المسجدين في نيوزيلندا ووصفه بالإرهابي فإنها لن تكون الأخيرة.. نحن أمام تطور خطير وغير مسبوق لظاهرة 'الإسلاموفوبيا'".

 

ويقول إن ترامب هو "المُنظّر والأب الروحي لهذا الفكر الإقصائي الدموي الذي يوفر له الدعم والغطاء الرسمي، ليس فقط عندما منع مواطني سبع دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وإنما أيضًا عندما رفض، وبكُل وقاحة، وصف مُنفّذ مجزرة نيوزيلندا بالإرهابي، وقدّم تعزية 'باهتة' لأهالي ضحاياها".

 

ويرى الكاتب أن "ظاهرة 'الإسلاموفوبيا'، أو العداء للمسلمين في أوروبا والعالم الغربي عمومًا، ليست جديدةً، ولكن الجديد أنها بدأت تأخذ طابعًا إرهابيًا مسلحًا، وتنتقل من البيانات والكتابات التحريضية وتدنيس المقابر، إلى الهجمات الدموية، ومن الأعمال الفردية أو المحدودة، إلى الأعمال المنظمة والمُؤطّرة أيديولوجيًا ومؤسساتيًا".

 

ويحذر عطوان من أن "هذه المجزرة تقدم هدية قيمة للجماعات الإسلامية المتطرفة، وعلى رأسها تنظيم 'داعش' و'القاعدة'، وتسهل عمليات التجنيد التي ستتصاعد لآلاف الشبان المحبطين والمستهدفين من قبل اليمين العنصري في الدول الغربية".

 

وبالمثل، ينتقد بسام أبو شريف في الصحيفة نفسها الرئيس ترامب، ويحمّله المسؤولية عن الحادث.

 

يقول الكاتب: "شبكة 'المسيحيين المتجددين'، التي نفذت المجزرة الدموية ضد المصلين... وزعت قبل ارتكاب المجزرة بيانًا عنونته 'مانيفستو'، تناولت فيه الدوافع لارتكاب المجزرة وأهم ما جاء في هذا 'المانيفستو'، هو المقطع الذي يبين شخصية الملهم والمشجع والمحرض على ارتكاب الجريمة البشعة جدًا... قالت الشبكة في بيانها: لقد وجدنا في الرئيس ترامب وخطه السياسي والفكري ما آمنا به، فهو الذي يقود حملة الدفاع عن الجنس الأبيض"

 

ويضيف: "لذلك، وبشهادة المجرمين، نحمّل دونالد ترامب مسؤولية هذه المجزرة ونضيفها إلى ما هو معروف عنه من دعم وتأييد وتمويل للحملة التطهيرية العرقية التي يشنها الصهاينة وحلفاؤهم ضد الشعب الفلسطيني 'بأديانه المختلفة'... وكان ترامب قد منح ما لا يملك 'القدس' لتكون عاصمة للمحتلين الإسرائيليين غير آبه بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب ومكانة القدس".

 

وتحت عنوان "مسؤولية ترامب عن مجزرة المساجد"، علق عبد الله عيسى، رئيس تحرير موقع "دنيا الوطن" الفلسطيني، على اعتراف الجاني بأنه "متأثر بتصريحات ترامب ضد العرب والمسلمين، وأن ترامب سيعيد الاعتبار للعنصر الأبيض في العالم".

 

ويقول: "وما نخشاه الآن أن يوصلنا جنون ترامب وعنصريته إلى رد فعل من حركات إسلامية في مصر أو أوروبا ضد كنائس المسيحيين، وفي هذه الحالة يتحمل ترامب مسؤوليته عن تصريحاته ضد المسلمين".

 

وعبّر الكاتب عن أمله أن تكون الحادثة "نقطة تحول كي يُعيد الرئيس الأمريكي النظر في مواقفه العنصرية تجاه العالم الإسلامي والشعب الفلسطيني، لأن استمراره في العنصرية ستؤدي إلى كوارث".

 

ويقول بندر الدويش في جريدة "سبق" السعودية: "يرجع مراقبون بروز موجة التطرّف المسيحي الحالية، إلى خطاب الكراهية الذي انتشر في أوروبا وأمريكا ردًا على جرائم تنظيم داعش الإرهابية التي اجتاحت أوروبا في الفترة من ٢٠١٦ حتى نهاية ٢٠١٩ رافقها وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ الى السلطة وتبنيه خطابًا معاديًا للمسلمين في حملاته الانتخابية ووعوده لحظر دخولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية".

 

مفارقات

وتقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها إن الجريمة تنطوي على عدد من المفارقات، أولها وقوعها في نيوزيلندا "البلد القصي الذي يندر أن يسمع أحد بأخباره... وهو أمر يبدو معناه، أو القصد منه، هو أن لا مكان جغرافيًا على الكرة الأرضية بمنأى عن الصراعات الكبرى".

 

وثاني هذه المفارقات "هو اختيار مدينة 'كرايست تشرش'، والتي تعني 'كنيسة المسيح'، للاعتداء، والمقصود منه طبعًا هو إعطاء طابع ديني للاعتداء، يضع حدًا دمويًا فاصلاً بين المسيحيين والمسلمين".

 

وتشير الجريدة إلى أنه "في هذه الحرب المفترضة بين 'الشرق الإسلامي' و 'الغرب المسيحي'... لا يمكن أبدًا أن نتجاهل المثال الكبير الذي تقدمه إسرائيل التي قررت الدخول في هذا الصراع بإعلان نفسها 'دولة لليهود' وبتأكيد رئيس وزرائها أنها 'ليست دولة لكل مواطنيها'".

 

ويقول وائل عصام في "القدس العربي" إن "الكتابات التي وجدت على أسلحة منفذ الهجوم على مسجد نيوزيلندا، تؤكد وجود تيارات متطرفة دينية مسيحية، تستلهم أدبياتها من تاريخ الحروب الإسلامية المسيحية، تمامًا كما يفعل الإسلاميون الجهاديون".

BBC

اضافة تعليق