حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

إعلام العدو: إسرائيل والخليج: عهد جديد لعلاقات علنية

كتب ايدي كوهن في صحيفة (اسرائيل اليوم) أن وزير الدولة للشؤون الخارجية في اتحاد الإمارات، د. أنور كركش قال يوم الخميس الماضي في مقابلة مع صحيفة «في ناشيونال» الصادرة بالإنجليزية في أبو ظبي: «إن قرار الدول العربية مقاطعة إسرائيل في السنوات الأخيرة، في نظرة إلى الوراء، كان خاطئاً ولم يساعد المسيرة السلمية». وأضاف بأنه يجب إبداء الانفتاح تجاه إسرائيل، من أجل التقدم في مسيرة السلام بينها وبين الفلسطينيين.

 

لا شك في أن تصريحات كركش قيلت بتشجيع، بتعليمات، أو على الأقل بإلهام من ولي عهد اتحاد الإمارات محمد بن زايد. ففي الدول العربية ليس دارجاً الخروج بتصريحات تثني على إسرائيل أو تؤيد مواقفها دون علم الحكام.

 

ليست هذه هي المرة الأولى التي يعرب فيها مسؤولون من دول الخليج التأييد لإسرائيل. فقد غرد وزير الخارجية البحريني عدة مرات بتصريحات كثيرة مؤيدة لإسرائيل ومناهضة لإيران. في الخريف الماضي زار رئيس وزراء إسرائيل عُمان، مع رئيس الموساد، واستقبل بتشريفات ملوكية. وفي الأشهر الأخيرة شارك عشرات الرياضيين الإسرائيليين في مباريات في قطر وأبو ظبي، وعزف «هتكفا» (النشيد القومي الإسرائيلي) في الدوحة عاصمة قطر عدة مرات. كما أن وزراء الليكود إسرائيل كاتس، وأيوب قارا، وميري ريغف، زاروا الخليج.

 

ما الذي تغير في الخليج؟ كيف تبدل الدعم للفلسطينيين بالدعم لإسرائيل؟ واضح أن أهل الخليج صحوا من وهم المقاومة والقتال ضد إسرائيل، ويمثلون مؤخراً موقف «الخليج الجديد». لقد فهموا بأن دعمهم للفلسطينيين يلحق بهم أضراراً عديدة، بما فيها الاقتصادية. فاقتراب الفلسطينيين من إيران أثار غضباً شديداً في أوساط دول الخليج، التي ترى فيها عدواً وتعتبر الأمر خيانة.

 

مهما يكن من أمر، فإن تحسن العلاقات مع الخليج إنجاز ذو مغزى يسجل في صالح رئيس الوزراء. فدول الخليج معنية بأن تكون جزءاً من العالم الغربي، ليس بالضرورة انطلاقاً من محبة صهيون، بل لأنها تفهم بأن التقرب من العالم الغربي والولايات المتحدة يمر عبر إسرائيل. وفي الخليج يتذكرون بأن أمريكا حررت الكويت من الاحتلال العراقي في بداية التسعينيات، وهي معنية بالحفاظ على هذه العلاقات. وليس صدفة أن تعمل في الدول العربية الخليجية الستة (الكويت، قطر، عُمان، السعودية، البحرين، اتحاد الإمارات) أكثر من عشر قواعد عسكرية أمريكية وبريطانية.

 

لقد قرر معظم زعماء الخليج السير على الخط مع سياسة الرئيس ترامب ضد إيران، وكذا مع موقفه بالنسبة للمسألة الفلسطينية، وإن لم يكن علناً. وتستهدف الاتصالات مع إسرائيل ردع الإيرانيين وتشكيل باب دخول للولايات المتحدة. ومثل دول عربية أخرى، فالسلام الحقيقي ليس حلم دول الخليج بل نتيجة مصالح وحاجة للحفاظ على استقرار أمني وضمان المساعدة الأمريكية. فمصر لن ترغب في التخلي عن مليارات الدولارات التي تضخ إليها في كل سنة منذ اتفاق كامب ديفيد. والشارع العربي غير معني بأكثر من «اتفاق»، وبالتأكيد ليس بعلاقات ودية. وفقط من لا يعرفون عقلية المنطقة يتفاجأون من تصريحات النائب الأردني ضد إسرائيل أو حين تصوت مصر ضد إسرائيل في الأمم المتحدة.

 

إن تصريح كركش المؤيد لإسرائيل يشكل إذن تحدياً للدبلوماسية الإسرائيلية. فهل هذا تغيير إيجابي؟ هي ستطفو العلاقات بشكل علني فوق السطح. ينبغي الأمل بأن تكون هذه بداية عهد جديد في العلاقات مع دول الخليج، عهد من العلاقات المكشوفة والعلنية.

 

ايدي كوهن - باحث كبير في مركز بيغن للسادات للبحوث الاستراتيجية في جامعة بار ايلان

القدس العربي

اضافة تعليق