حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

واشنطن تريد التأجيج لا الحل

يبدو أن الإدارة الأمريكية وفي ظل مواصلة ممارساتها الاستفزازية ضد إيران لن تتورع أو تفسح المجال أمام لغة العقل في التعامل وحل القضايا الخلافية، وإنما تراكمها كل يوم بأحداث ومجريات جديدة تتسبب فيها بشكل مباشر أو غير مباشر، لكي تبقى أجواء التوتر في المنطقة دائرة مع إعطائها مزيداً من التأجيج حتى أخذت منحى تصاعدياً دراماتيكياً لأهداف مفهومة وواضحة للعيان.
لم تكتفِ إدارة دونالد ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي وقعته في إطار «الخمسة زائد واحد» مع إيران، بل زادت في الأمر تصعيداً من خلال ممارستها للإرهاب الاقتصادي عبر فرض عقوبات قسرية أحادية جديدة على طهران لدفعها إلى قبول الشروط الأمريكية الابتزازية التي رفضتها إيران جملةً وتفصيلاً وواجهتها بكل قوة رغم تأثيراتها، وهذا ما أزعج الأمريكي الذي برمج عقله وسياساته على لغة الهيمنة وفرض القوة على الآخرين وتخويفهم وإجبارهم على الرضوخ للعربدة الأمريكية التي سقطت من القاموس الإيراني.
الإدارة الأمريكية لديها يقين المعرفة بأن إيران دولة وازنة في المنطقة وحضورها كبير إقليمياً ودولياً، وتمتلك من القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية ما يمكنها من مواجهة أي ضغوط أو عقوبات أو اعتداءات وقد جزمت برد فوري وصارم على أي تهديد، بيد أن الإدارة الأمريكية أرادت وضعها على المحك في محاولة تجريبية استفزازية وقحة استغلتها لغاية دنيئة في نفسها، فكان الرد الإيراني صاعقاً وقاسياً، لم تستطع إدارة ترامب الرد عليه إلا بـ«تغريدة» على «تويتر»!.
لكن الطبع الأمريكي لم يتغير ويبدو من خلال المعطيات أنه لن يتغير، إذ عاود سياسته المعهودة المبنية على البلطجة والغدر عبر افتعال حوادث مشبوهة مخالفة للقوانين الدولية و«اتهام» طهران لأهداف باتت معروفة، ورغم افتضاح أمر ممارسات أمريكا وحلفائها المتنوعة، دفعت باتجاه قرصنة ناقلة النفط الإيرانية بمزاعم وحجج واهية، ولم تقف عند هذا الفعل غير القانوني، بل اتهمت وحلفاؤها طهران بمحاولة فعل ما قاموا به، ليؤججوا المحاولة الاتهامية الكاذبة التي أطلقوها من دون أي دليل، علّهم يستثمرونها وفق تصوراتهم المستقبلية العدوانية، إلا أنها فشلت مجدداً.
على أي حال مزاعم الغرب وإطلاقه اتهامات كاذبة على الآخرين غير موجودة إلا في أذهان مروجيها، وفائض تأجيجهم للكذبة لن يغطي على ممارساتهم العدوانية المثبتة بحقيقتها وعدم قانونيتها، فالفارق كبير بين كذبة مروجة وحقيقة مثبتة، ورغم ذلك يتبجح الغرب بأفعاله غير القانونية، ويلقي اللوم على الآخرين لفعلٍ لا وجود له على الإطلاق!.

بقلم : وضاح عيسى

اضافة تعليق