حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

فوز بايدن ما زال إعلامياً وليس رسمياً.. ماذا وراء الكواليس؟

أسبوع ما بعد يوم الانتخابات الرئاسية الأميركية الذي كان في مثل هذا اليوم الأسبوع الماضي. ما زال فوز جو بايدن إعلامياً وليس رسمياً، وما زالت عدة دول -ومنها دول كبرى- تمتنع عن تقديم التهنئة له قبل أن يتم إعلان فوزه رسمياً.

ماذا يعني ذلك، وهل يتيح هذا الحال لترامب هامشاً من التفاؤل، وهل الإعلان الرسمي عن الفائز ينتظر انتهاء عمليات فرز الأصوات، أم ينتظر طعون ترامب، أم إن في الأمر تدبيراً من نوع ما، لن يُكشف عنه إلا في الأيام الأخيرة ما قبل التتويج في 20 كانون الثاني المقبل؟

فعلياً ما زال ترامب رئيساً كامل الصلاحيات حتى انتهاء ولايته التي ما زال عمرها يمتد لـ11 أسبوعاً قادماً، وهو يمارس صلاحياته باعتباره “لا بد وأنه فائز في نهاية المطاف”. بالمقابل استعجل بايدن ممارسة صلاحياته كرئيس من دون انتظار إعلان فوزه رسمياً، متجاهلاً ترامب وطعونه القضائية، وباعتبار أن فوزه ناجز لا رجعة فيه.. رغم ما يثيره تأخر الإعلان الرسمي من تساؤلات، ورغم أن فريقاً من المراقبين بدأ يتحدث عما يسميه استمرار حالة اللايقين، وعن «مرحلة انتقالية» لن تمر على خير إذا ما استمر ترامب رافضاً الاعتراف بهزيمته أمام بايدن.

هذا الحال دفع لظهور نظريات تقول بإمكانية حدوث انقلاب لمصلحة ترامب بفعل «ممرات» انتخابية (كالترويج لإمكانية أن تلغي مجالس الولايات التصويت الشعبي) أو بفعل مقايضات خصوصاً أن عملية فرز الأصوات لم تنته بعد..

وحتى موعد تسليم السلطة فإن إدارة ترامب -وتبعاً لرفض هذا الأخير الاعتراف بالهزيمة- تعمد إلى تعقيد المرحلة الانتقالية أمام بايدن وحزبه الديمقراطي، رافضة التعاون معه خصوصاً لناحية منحه الأموال والتسهيلات اللازمة لبدء العمل ولبدء التحضير لمراسم استلام السلطة.

 

بايدن وفي مواجهة ذلك يتحصن بالإعلام الذي يثير الزوابع حول ترامب ونياته محذراً ومنذراً مما يخطط له وبما يجعله خطراً على الأمن القومي الأميركي، هذا ما تقوله على سبيل المثال صحيفة «واشنطن بوست» التي ترى أن المعركة الانتخابية التي يفتعلها ترامب ليست إلا محاولة أخيرة منه للقول بأنه مستمر بمعركته، ولم يتنازل، فهو لا يقبل الخسارة، ولا يتعهّد بنقل السلطة سِلميّاً، في مَشهد غير مسبوق، لم تشهده الولايات المتحدة الأمريكيّة سابقاً.

أكثر من ذلك تشير “واشنطن بوست” إلى الخطاب التحريضي الذي يعتمده ترامب، وترى أن ثمة مخاطر ترتقي لمستوى إلحاق ترامب أضراراً بالأمن القومي، إذ يمكن له طرد كبار المسؤولين في الإدارة وفي الاستخبارات والأمن القومي (وكان قد أقال أمس وزير الدفاع مارك إسبر).. أيضاً إصدار قرارات عفو عن المُجرمين، وقد يُصدِر عفواً عن نفسه، وهذا الخِيار الأخير، كما يرى مُعلّقون، غير مُستبعد، فالرّجل وبعد رفع الحصانة الرئاسيّة عنه، سيكون أمام قضايا عديدة، كالتهرّب الضرييي، والتحرّش، والاغتصاب.. إلخ.

وتدعو “واشنطن بوست” حلفاء ترامب داخل الحزب الجمهوري لمنعه من إلحاق المزيد من الأضرار بالأمن القومي الأميركي خلال فترة الـ11 أسبوعاً المتبقية له في البيت الأبيض.. ولمنعه أيضاً من الاستعصاء داخله وإلا سيكون بمواجهة الإخراج القسري.

لكن ترامب لا يهتم، ومن غير المتوقع أن يعترف بالهزيمة، وحتى في حال اعترف بالهزيمة فهو لن يراعي برتوكولات الاستلام والتسليم، وسيغادر البيت الأبيض من دون أن يلقي حتى تحية الوداع، لتكون سابقة أخرى في تاريخ البلاد.

بكل الأحوال من الآن وحتى موعد الإعلان الرسمي عن الفائز بالانتخابات الرئاسية الأميركية، سيبقى السؤال قائماً حول إمكانية أن تنقلب الدفة لمصلحة ترامب، كما سبق وانقلبت لمصلحة بايدن، إذ إنه وخلال النصف الأول من اليوم الانتخابي كان ترامب متقدماً في عدة ولايات بما فيها ولايات حاسمة وولايات لم يكن ترامب يتوقع الفوز فيها، حسب تعبيره، ثم انقلب المشهد كلياً وبسرعة كبيرة لمصلحة بايدن، وما لبثت وسائل الإعلام الأمريكية أن أعلنت فوز بايدن من دون انتظار الانتهاء من عملية فرز الأصوات أو حتى الإعلان الرسمي.

كل شيء وارد، ولا بد من الانتظار.

مها سلطان

اضافة تعليق