حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

فشل"إسرائيلي" ذريع وجديد في اعتراض الصواريخ السورية

ضمن أسلحة الدفاع الجوي "الإسرائيلية" الاعتراضية، تتباهى تل أبيب بـ “مقلاع داوود” קלע דוד وهو منظومة دفاع جوي صاروخي، أنتجتها شركة أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة. المنظومة هي الأحدث ربما عالمياً، وتقوم ما تسمى " إسرائيل" بالتسويق لها دعائياً لبيعها، تستخدمُ منظومتي MIM-104 Patriot و MIM-23 Hawk الأميركيتين، باتريوت وهوك. يصفها "الإسرائيليون" بـ “العصا السحرية” فهل هي سحرية فعلاً؟

هل مقلاع داوود فاشل أم ناجح؟

أول تجربة حقيقية منيتْ بفشل ذريع على يد السوريين كانت صباح الإثنين 23 تموز 2018…

قاعدة صاروخية، غالباً “متنقلة”، للجيش السوري تُطلقُ صاروخين أرض _ أرض من نوع SS-21، من الجهة الشرقية لمحافظة درعا، باتجاه الغرب أي الجولان المحتل. بعد انطلاق الصاروخ تمّ رصدهُ من قِبل الدفاعات الجوية "الإسرائيلية"، فانطلقت صافرات الإنذار في صفد والجليل والجولان، وهرع المستوطنون إلى الملاجئ، هنا انطلق صاروخ أول من “مقلاع داوود” قال عنه المتحدث باسم الجيش "الإسرائيلي" أنه باتريوت.

بعد دقيقتين انطلق باتريوت ثانٍ… الصاروخان السوريان قصفا موقعين للإرهابيين على شمال أطراف وادي اليرموك. ما ذكرهُ المحلل العسكري لصحيفة “هآرتس” عاموس هرئيل، صحيح نسبياً بالمقياس العسكري: (مسار ومدى الصاروخ السوري جعل منظومة الاعتراض تؤكد أنه سيسقط في الجليل أو صفد، لذلك تم تفعيل صافرات الإنذار، وإطلاق صاروخي اعتراض بواسطة منظومة مقلاع داوود). لكنّ كلام عاموس منقوص طبعاً ولن يكملهُ لأنه سيفضح ما حصل…

عاموس اعترفَ بوقوع حادثة مماثلة في آذار 2018 في قطاع غزة، حيث أطلقت منظومة “القبة الحديدية” بالخطأ صواريخَ ضد طلقاتِ رشاش، نتيجة ما قيل أنها حساسية مفرطة لأجهزة الاستقبال.

الصواريخ السورية التي انطلقت كانت باليستية ويصل مداها الفعال لحوالي 100 كلم على الأقل، هذا على فرض أنّ السوريين لا يمتلكون النوع A، والخبراء العسكريون يعرفون ماذا يعني… يحملُ الصاروخ رأساً متفجراً يصل إلى 500 كلغ، وقد أصابا أهدافهما. التبرير الذي ساقتهُ هآرتس حول المجازفة بإطلاق باتريوت قد يكون معقولاً لو أنّهُ أصاب هدفه، لكنه لم يفعل… وخسرت "إسرائيل" 2 مليون دولار قيمة الصاروخين باعتراف هآرتس… المؤكد أنّ الصاروخين السوريين، أصابا هدفيهما وعلى مسافة قريبة جداً من مواقع الجيش "الإسرائيلي"، أحدهما سقط على مسافة أقل من 2 كم من الخط الفاصل 1974 في الجولان، ولم تصبهما صواريخ الباتريوت "الإسرائيلية" لأنها ببساطة أخطأت الهدف.

الحجة التي ساقتها هآرتس ساذجة، حيث قالت: “قام الجيش "الإسرائيلي" بتدمير الباتريوت بعد أن تبيّن أنّ الصواريخ السورية ليست موجهة ضدنا، لأنه كان واضحا أنها ستسقط في الأراضي السورية “… كلام لا يقبلهُ عاقل… فالزمن اللازم كي يُقرر هؤلاء أين ستسقط الصواريخ عندما تُغيّر مسارها في الجو مُنحرفةً نحو الهدف، هو في أعلى تقدير 0,4 ثانية بحساب المسافة الكلية المقطوعة، وتقدر بـ 60 كلم. سرعة 0,4 ثانية لاتخاذ قرار خطير وتنفيذهِ مستحيلة على الأقل بشرياً، أي لو أنّ الصاروخ السوري كان متوجهاً نحو صفد مثلاً، لأصابها قبل أن يقرر "الإسرائيليون" اعتراضه من عدمهِ، الصحيح هو ما حدث بصورة ما في 11 تموز الحالي، عندما دخلت طائرة استطلاع سورية أجواء فلسطين لمسافة 9,6 كم قبل أن يُسقطها الباتريوت، فقد استغرق قرار اسقاطها 15 دقيقة، والحجة كانت جاهزة لدى الجيش "الإسرائيلي": (الانتظار للتأكد أنها ليست روسية)…

التخبط "الإسرائيلي" في التصريحات يؤكد كل ما ذكر: (الصواريخ "الإسرائيلية" فشلت ومعها مقلاع داوود) ولدينا دلائلُ أخرى…

• قرار اعتراض الصواريخ السورية استغرق حوالي 40 ثانية، بين انطلاق صافرات الإنذار والباتريوت، بينما قرار عدم الاعتراض استغرق 0,4 ثانية!!

• "إسرائيل" قصفت طائراتِ استطلاع اقتربت من الخط الفاصل للجولان ولم تتجاوزه، وهي تسيرُ بسرعة بطيئة، بينما لم تعترض صواريخ تسير بسرعات قد تصل إلى 1200 كم/سا!!

• صافراتُ الإنذار انطلقت في صفد وشمالها، بينما المؤكد من نقطة انطلاق الصواريخ السورية ومسارها، أنها وحسب خبراء أنها كانت ستسقط جنوب غرب طبريا بحوالي 20 كلم، وهذا خطأ عسكري كبير.

• في البداية صرّحَ الجيش "الإسرائيلي" أنه أطلق صاروخ باتريوت اعتراضي ضد طائرة استطلاع سورية، ثم صاروخاً ثانياً. بعدها: ((الصافرات التي اطلقت في شمال "إسرائيل" ناتجة عن رصد إطلاق قذائف صاروخية في إطار القتال الداخلي في سورية. بناءًا على ذلك تم اطلاق صاروخيْ اعتراض مقلاع داود في مواجهة قذائف صاروخية كان يخشى ان تستهدف الأراضي الاسرائيلية.))… هل هي طائرة استطلاع أم قذائف صاروخية أم صواريخ؟!!

• تخبطٌ آخر: المقدم (لفتنانت كولونيل): ((تمت معاينة انحراف في مسار الصاروخ خلال تحليقه في الجو، والتقديرات المجددة تشير إلى أنه سيسقط في الأراضي السورية، ولذلك فإن أحد صواريخ الاعتراض قد فجر نفسه في الجو، أما الصاروخ الاعتراضي الثاني، بحسب التقديرات الأولية ذاتها، فإنه لم يدمر نفسه، بيد أنه لم يتضح ما إذا كان قد أصاب الصاروخ السوري))!!. ضابطٌ مسؤول عن إطلاق الصواريخ ومتحدثٌ باسم الجيش "الإسرائيلي" لا يعرفان مصير صواريخهما وأين سقطت، ويسمونها أحدث منظومة دفاعية في العالم!!

مقلاع داوود فشل في أول تجربة مع السوريين..

• الفشل المتكرر للقبة الحديدية ومقلاع داوود جعلَ المجلس الوزاري "الإسرائيلي" المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت)، يجتمع 29 تموز الحالي والسبب: (المصادقة على خطة مالية ضخمة لتسليح الجيش "الإسرائيلي") قيمة الصفقة: 8,3 مليار دولار 30 مليار شيكل، وهي أعلى ميزانية لخطة دفاعية في تاريخ الجيش "الإسرائيلي"!! الهدف: حماية الجبهة الداخلية كاملةً، وهذا أمرٌ عادي، لكن الأهم والذي يفضحُ سلاح الصواريخ "الإسرائيلية" الدفاعية هو أنّ ضمن الخطة حسب يديعوت أحرنوت: ((تطوير أنظمة دفاعية مبتكرة إضافية. حيثُ ستزيد وتطوّر المؤسسة الأمنية من نظام الدفاعات الجوية ضد الهجمات الصاروخية على البلاد بنسبة 100%.)) غريب!! كما يدّعون لديهم أفضل نظام دفاعي فما الحاجة لتبذير الأموال؟ لكن السؤال الذي يسألُ "الإسرائيليّون" أنفسهم بقلق: (ماذا لو انطلقت عشرات الصواريخ دفعة واحدة ضدنا)؟!!!!

مركز فيريل للدراسات

اضافة تعليق