شهد قطاع الثروة الحيوانية تراجعاً كبيراً شمل مختلف أنواع الحيوانات من أبقارٍ وأغنامٍ وماعزٍ، وفقاً لما أكده المحاضر في كلية الهندسة الزراعية الباحث المهندس غسان عيسى الشماس استعرض فيه واقع الثروة الحيوانية بالأرقام وفقاً لما ذكرته الإحصائيات الرسمية في سورية قبل الحرب وبعدها.
الشماس أشار إلى أننا وبعرضٍ سريع للإحصائيات الرسمية سنلحظ التراجع الملفت والكبير الذي بات قطاع الثروة الحيوانية يعاني منه، إن كان في أعداد الأبقار التي تنوعت في العروق والسلالات ما بين الأجنبية والشامية والمحلية والمُحَسَّنَة، والتي تراوحت أعدادها وفق ما بيّنته المصادر الرسمية المعتمدة مابين 2011- 2020 من (1111710) رأس متضمنة الثيران والعجول وإناث الأبقار الحلوب وغير الحلوب بإجمالي إنتاج حليب (1701995) طناً و(70883) طناً من اللحوم في عام 2011 إلى (884572) رأساً بتراجعٍ نسبته (20،44% )، ليبلغ إنتاج الحليب نتيجة ذلك التراجع (1309870) طناً، أي بنسبة (23،04%)، فيما بلغ إنتاج اللحوم 64393 طناً أي بتراجعٍ نسبته (16،9 %)، أو في أعداد الأغنام التي بلغ إجمالي عددها في عام 2011 (18071291) رأساً بإنتاج حليب (705554) طناً وإنتاج لحم (172429) طناً وإنتاج صوف (21069) طناً، لينخفض العدد إلى (16073088) رأساً في عام 2020 أي بتراجعٍ نسبته (11،06%)، ليبلغ إنتاج الحليب (705582) طناً و(148367) طناً لإنتاج اللحم بتراجعٍ نسبته (14%) مع إنتاج صوف (19311) طناً بتراجعٍ نسبته (8،35%)، فيما لم يكن الماعز (الشامي والجبلي) بمنأى عن هذا التراجع، حيث تراجعت أعداده بعد أن وصل في عام (2011) إلى (2294049) رأساً إلى (1995923) رأساً عام 2020 أي بما نسبته (13%)، ما أدى بالتالي إلى تراجع إنتاجه من الحليب من (144538) طناً إلى (131425) أي بنسبة (9،08%) فيما تراجع إنتاجها من اللحم من (13981) طناً إلى (12041) طناً أي بنسبةٍ تُقدر بـ(13،88%) لتصل نسب التراجع بالنسبة لشعر الماعز إلى (7،68%) نتيجة تراجعه في عام 2020 إلى (1781) طناً بعد أن بلغ إنتاجه في عام 2011 (1929) طناً، مُرجِعاً أسباب هذا التراجع لعوامل مختلفة تتعلق بواقع الأزمة في سورية خلال هذه المرحلة، وما نتج عنها من تناقصٍ في المساحات الخاصة بالرعي وفي زراعة الأعلاف وارتفاع أسعار المواد العلفية لأن الجزء الأكبر منها مستورد، بالإضافة إلى ظاهرة التهريب وغيرها من العوامل التي ساهمت في تناقص أعداد الثروة الحيوانية بشكلٍ عام في سورية.
وبيّن الشماس في ختام حديثه أهمية الثروة الحيوانية الكبيرة، لكونها رافداً أساسياً من روافد الاقتصاد الوطني، فضلاً عن دورها الكبير في تأمين الغذاء للسكان، إضافةً لدخول جزء منها كمواد أولية في كثيرٍ من الصناعات وتأمين فرص العمل من خلال المنشآت الإنتاجية المتخصّصة، لافتاً إلى التأثير الواضح الذي خلفته الحرب على مختلف نواحي قطاع الثروة الحيوانية، إن كان لجهة ارتفاع أسعار اللحوم والحليب بمشتقاته المختلفة أو لجهة النقص الحاد والكبير في أعداد القطعان على اختلاف أنواعها، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من كلّ ما شهده هذا القطاع الحيوي من تراجعٍ خطير في أعداد الثروة الحيوانية، إلا أن الدولة استمرت وبكافة مؤسساتها ذات الشأن بإيلاء الاهتمام بتنمية الثروة الحيوانية من خلال تأمين كافة التسهيلات المتعلقة بتربيتها واستيرادها ومحاولة النهوض بهذا القطاع.