حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad

ماذا جرى بين المملوك وفيدان؟

هو ليس اللقاء الأول بين قيادات أمنية سورية وتركية منذ بداية الحرب في سورية، لكنه اللقاء الأول الذي يتمّ الإعلان عنه إعلامياً في حينه.

 

الاجتماع جرى البارحة الاثنين 13.01.2020 في موسكو برعاية روسية مباشرة، وضمّ رئيس مكتب الأمن القومي السوري “علي مملوك”، ورئيس الاستخبارات التركية “هاكان فيدان” بالإضافة لمسؤولين أمنيين روس. ما نقلتهُ وسائل الإعلام هو تصريحات اللواء المملوك حول مطالبته الجانب التركي بالانسحاب الكامل من الأراضي السورية، وتصميم سورية على محاربة الإرهاب واستعادة كامل الجغرافية السورية، وضرورة التزام أنقرة باتفاق سوتشي بشأن إدلب الذي جرى في 17 أيلول 2018.

 

الاجتماع أمني ولا يمكن لوسيلة إعلامية معرفة ما جرى أثناءهُ، لكن حصلت بعض التسريبات “المقصودة” طبعاً،

لم يكن الاجتماع ودّياً وكان الجانبان جَديّين في حديثهما، لكنه كان أكثر صراحةً. طالبَ السوريون سحب كافة الإرهابيين من مناطق خفض التصعيد مع أسلحتهم وفتح طريقي اللاذقية حلب و حماة حلب الدوليين، وأن يُشرفَ الجيش السوري عليهما. الأتراك وافقوا مبدئياً، لكن على أن يُشرف الجيش التركي بالتنسيق مع الروس على فتح الطريقين، وليس الجيش السوري. كما طالبت تركيا بإحداث نقاط مراقبة جديدة وإعلان هدنة طويلة الأمد وليس مجرد وقف لإطلاق النار، الجانب السوري عارض ذلك.

 

استنتاجات

إعلان اللقاء إعلامياً هو إشارةٌ لأوروبا والولايات المتحدة بإمكانية الحل دون مشاركتهم فيه. وبالتالي على زعماء تلك الدول الهرولة للمشاركة قبل فوات الأوان، خاصّة أنه تمّ في اللقاء مناقشة مصير المقاتلين الأجانب في سورية، بما في ذلك الإرهابيين الذين يحملون جنسيات أوروبية ويخضعون لأوامر أردوغان… إلى أين سيتم ترحيلهم؟

 

ما نراهُ أنّ ملفّ إدلب وريف حلب مقبلين على تغييرات أسرع من السابق، لا نقول أنه سينتهي بين ليلة وأخرى، لكن إصرار الجانب السوري على حسمه عسكرياً أو بالمفاوضات أحرج الروس ومعهم الأتراك. إذاً؛ الأمور في الشمال الغربي السوري ستبقى بين تصعيد عسكري كبير أو تراجع تركي لسحب الإرهابيين.

 

الموقف الروسي

يرى بعض المحللين أنّ روسيا تميلُ لمصلحتها أولاً، ومصحلتها أن تستقر الأوضاع في سورية، لهذا دعمت فتح الدولة السورية ثلاثة معابر في مناطق “الهبيط وأبو الظهور والحاضر” في ريف إدلب، لتأمين خروج المدنيين إلى مناطق سيطرة الدولة. هذا يعني إبقاء المسلحين فقط، تمهيداً لجولة عسكرية جديدة وبموافقة ودعم روسي عسكري وسياسي في حال تلكأت تركيا. جبهة النصرة تخرق الاتفاقات دائماً، وما يحدث في حلب وسهل الغاب من قصف للمدنيين لا يمكن التغاضي عنه، وفتحُ جبهة غربي حلب لن يكون بعيداً.

 

ما يحدثُ الآن هو واحد من نتائج زيارة الرئيس فلاديمير بوتين لسورية، فالروس بدأوا يُقايضون تركيا (الحل في إدلب مقابل الهدوء في ليبيا) و الملف الليبي هام جداً لسورية و نتائج التدخل التركي ضد قوات حفتر ينعكسُ على موقفها في الشمال الغربي السوري، وقد بدأ. الأمر ليس سراً، فقد أعلن عنه في لقاء الأربعاء الماضي بين بوتين وأردوغان: (شدد الرئيسان التركي والروسي على ضرورة التهدئة في إدلب السورية وليبيا).

مركز فيريل للدراسات.

اضافة تعليق