حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

في سورية.. التنجيم.. “صناعة” تدر الملايين

في السنوات الأخيرة من عمر الأزمة السورية بدأت تطفو على السطح ظاهرة متابعة الأبراج والتنبؤات بشكل كبير جدا ، وبات من الملاحظ فعلا لجوء الكثيرين عموما و الشباب خصوصا إلى المنجمين والعرافين ومقابلتهم وجهاً لوجه، أو حتى الولوج إلى مواقع التنجيم المشهورة وقنوات اليوتيوب التي تعج بآلاف المبصرين والمنجمين.

 

محطاتنا الفضائية ومحطات الراديو بمجملها لحقت هذه الموضة أيضاً، وأفردت مساحات وساعات تغطية طويلة لهذا الموضوع، وخصوصاً في أيام رأس السنة حيث تكثر التوقعات وتنتشر التخمينات بدءا من السياسة والاقتصاد و انتهاءاً بالحب والارتباط .

 

صحيح أن البعض لا يؤمن بهذه الأمور ويعتبرها مجرد خرافات ، أو قد يصل الأمر في بعض المجتمعات لتحريمها قطعيا ، لكن البعض الآخر يؤمن بها بشكل هستيري فعلا، ما يدفعهم لاقتناء كتب الأبراج بشكل سنوي، حتى أنهم يخططون لمشاريعهم وسفرهم بناءاً على حركة النجوم والكواكب التي تشرحها هذه الكتب، ولكل طرف دلائل وحجج يقدمها لتبرير موقفه ووجهة نظره .

 

المؤمنون

يونس (عامل بناء- بلاّط من حلب ، عمره 31 عاما متزوج ولديه خمسة أبناء) لم ينهِ المرحلة الابتدائية في التعليم، يقول بأنه يؤمن بالحظ، فهو حسب رأيه حقيقة مذكورة في القرآن الكريم عندما جاء على ذكر قارون ( ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم ) وهذا دليل على صدق وجود الحظ في الحياة ، ويكمل: “قبل زواجي من زوجتي كنت قد خطبت غيرها فنصحني أخي بحساب توافق أبراجنا ، ذهبت إلى إحدى “الشيخات”، وسمّى لي عرافة بعينها، قالت لي إن الزواج لن يتم، وهذا ماحدث لاحقا، وحتى بعد زواجي وإنجابي للأولاد، فإني مازلت أذهب إليها لحساب الاسم المناسب للمولود سواءا كان ذكرا أم أنثى” .

 

أما – ميساء 45 عاماً – أرملة وأم لثلاثة أولاد، أنهت المرحلة الثانوية من دراستها وتقول إنها في البداية لم تكن تؤمن بالأبراج أو قراءة الطالع، فالقدر المتوسط من التعليم الذي حازته علمها أن لا أحد يعلم الغيب، وهذا ماعادت واقتنعت بعكسه، وحسب روايتها فإن “البصارة” التي تقيم بجانب بيت أهلها قالت لأمها قبل يوم من زواجها أن اسمها واسم زوجها يفصح عن فراق وموت بعد سنوات قليلة من الزواج، ضحكت بعمق حين سمعت هذه النبوءة كما تقول، لكن الأيام أثبتت صدق البصارة، “فزوجي قتل في الحرب بعد خمس سنوات من زواجنا، وأنا الآن أشتري كتب الأبراج سنويا لعدة أناس مشهورين وأقارن بينها كل يوم بيومه لأعرف حظي” .

 

(سعاد – 60 عاما ، صحفية) ، حين سألتها لم تنكر إيمانها بالأبراج، لابل إنها تتابعها يوميا وعلى لسان أكثر من شخص ثم تقارنها، تقول : “أستطيع معرفة صفات كل شخص من برجه، وغالبا ما تنطبق صفات البرج على الشخص بالتفصيل، ولكن لم أذهب إلى عرافة في حياتي” .

 

لكن (المهندسة – ريم – 35 عاما تقول) : “لا أؤمن بالحظ بل بالقدر ، فأقدارنا تحكمنا منذ خليقتنا كما يقول الدين و بطريقة معينة يعجز العلم عن فهمها كما عجز عن فهم الروح مثلا ، ولا يستطيع أحد قراءتها إلا بعض المؤمنين من أصحاب الأرواح التقية ، وهناك شيخ في قرية مجاورة أقصده دائما لمعرفة ما تخفيه أقداري في أمور معينة ، ودائما ما يصيب بقراءاته لي ، ولست خجلة بقناعتي هذه” .

الرافضون..

(أحمد دلالة – 30 عاما ، بحار ، لا يجيد القراءة والكتابة)، حين سألناه عن إيمانه بالأبراج ضحك بسخرية قائلا : “كيف أصدق أن ملايين الأشخاص الذين ولدوا في يوم أو شهر محدد يتمتعون بنفس الصفات، أو أن شخصا يكشف المستور، صحيح أني أمي لكني لست غبيا، زرت بلاد العالم ورأيت الكثير ولا أعرف كيف يصدق بعض الناس هذه الأمور المجنونة” .

(نسيم – 40 عاما ، موظف وخريج جامعي)، كان له موقفا حازما من مجرد سؤالنا له، ومجرد كتابتنا عن هذه التفاهات كما أسماها هو ضرب من السخافة، بقناعته وكما نطقها حرفيا : “كل من يؤمن أو يتعامل أو يسهل هذه الأمور يجب معاقبته، لأنه يساهم بنشر الخرافة في المجتمع، هذا جنون و مرض” .

(أم سامي – معلمة متقاعدة) تقول : “لا أنكر أني استمع أحيانا لما يقوله برجي كنوع من الفضول، لكني لا أؤمن بصدقه حتى لو تحقق، فهي مجرد صدفة تحصل في أي شي، أما المنجمون فهم دجالون” .

وكذلك (سميحة – 38 عاما ماجستير علم نفس)، تعتبر كل ذلك “خزعبلات”، لا بل إنها تنبه إلى عدم التسليم والركون إلى ما تقوله الأبراج كمسلمات يجب التعامل معها على أرض الواقع كما يفعل البعض. فعلى حد قولها “هذه مشكلة كبيرة تنم عن يأس قاتل” .

 

كانت الصعوبات التي واجهناها في إجراء لقاءات مع “المنجمين” أكبر مما تخيلنا، حتى أننا فشلنا تماما في مقابلة بعضهم، كما أضطررنا لإدخال الواسطات والمعارف الشخصية للوصول إليهم، وقد فهمنا سبب ذلك لاحقا حين جلسنا مع أحدهم ممن “تكرم” علينا وأعطانا بضعة دقائق من وقته ، فلم نتخيل حجم الإتصالات والرسائل التي تردهم على كافة وسائل الإتصال المتاحة للحصول على استشارتهم “الفلكية” ، أو حتى عدد المقابلات التي يجرونها يوميا .

 

ومما كان لافتا للانتباه هو التسميات التي يطلقها المنجمون على أنفسم ، فالمتوارث والمعروف أن تسمية “البصارة” تطلق على كل أنثى تعمل في هذا المضمار ( قراءة الكف والطالع ، كشف الفنجان ، رمي الودع )، وهي في الغالب ممن لم يحصلوا على قدر وافر من التعليم ، بينما يسمى الرجل “عراف”، لكن يبدو أن التسميات اختلفت الآن تماما ، فبعضهم قد طور تسميته لتناسب معطيات العصر الحالي ، ولا يقبل بتاتا بتسمية تحط من “قدره وقيمته” كما يعتبر ، فالعراف أصبح يسمى ( الفلكي ) بينما إحدى أشهر البصارات التي تظهر على شاشاتنا بانتظام هي خريجة جامعية وتسمي نفسها ( عالمة الفلك والأرقام والأحرف ) .

بصارة ..

(البصارة أم محمد – شهادة محو أمية) في البداية كان رفضها قاطعا بالكلام معنا، ولكن بعد اتصالات كثيفة ووساطات من بعض الزبونات مع تطمينات شديدة وتعهدات جمة قبلت بالتعاون مع فنجان قهوة مجاني “ضيافة” مشترطة عدم ذكر اسمها أو أية معلومات تدل على مكان سكنها .

 

هي من محافظة حلب وتقيم حاليا في طرطوس، تنتقل بين المحافظات كافة لصيتها الذائع، تستأجر بيتا في أرقى الأحياء وأغلاها، كما أنها تمتلك سيارة خاصة، لديها سيدتان تقومان على خدمة الضيوف “الزبونات” لا تفعل غير قراءة الفنجان ولا شئ آخر، ورثت قدرة التبصير -كما أسمتها- عن أمها، بضع جمل تقولها ولا إضافات على ذلك مهما حاولت الزبونة، لا تستقبل إلا النساء، أجرتها 25.000 ل.س عدا ونقدا والدفع مقدما .

 

ثم أضافت “أغلب زبوناتي ممن حصلوا على تعليم عال، وبعضهن من طبقة ” الهاي” -إشارة إلى الطبقة المخملية- يدفعون بسخاء كبير، ومن مختلف الأعمار، من العشرينات حتى العجائز، بعضهن مدمنات على زيارتي بشكل شهري وأحيانا أسبوعي، ففنجاني لا يخطىء .

 

وقد أسرّت لنا أن بعض الزبونات الغامضات اللواتي لا يردن كشف هوياتهن وبدافع السرية لسبب ما، يرسلن لها فناجين قهوتهم مغلفة بأكياس نايلون شفافة مع الأجرة المطلوبة ورقم الهاتف لتقوم هي لاحقا بالإتصال وإخبارهم عما تراه في فناجين قهوتهم .

 

حين استفسرنا عن المواضيع التي تسألها الزبونات عنها أجابت : “لا أسمح بالسؤال ، أنا أقول ما أراه في الفنجان فقط” .

عالم الفيزياء الفلكية

مناف عثمان – يرفض تسمية المنجم – العراف – وحتى الفلكي ، فهو يعتبرها إهانة وتحطّ من قدر العلماء الحقيقيين في هذا المجال الذي تعرض للكثير من الاختراقات من قبل بعض الدجالين الذين يسعون وراء الربح المادي ليس إلا ، فهو وكما يدعي درس “الفيزياء الفلكية ” في معاهد الفضاء في الإمارات وروسيا وأجرى عدة دراسات عن علوم ماورا الطبيعة والأرقام التي تحدث عنها أرسطو في كتبه، وهذا علم حقيقي موجود بأسس وقوانين محددة ومعروفة لأهل الاختصاص، أما الأبراج فهي بنظره عادات خرافية موضوعة بشكل خاطئ يدمر العقول ويقفل أبواب التفكير .

 

ويضيف “ولأني أعتمد العلم الحقيقي في هذا المجال فإن من يراسلونني يأخذون ما أقوله على محمل الجد بعد تجربتهم لدقة توقعاتي وعدم وجود أي خطأ فيما أقول” .

 

حين سألناه عن المردود المادي الذي يتقاضاه من الزبائن، أجاب أنه يرفض تسميتهم بالزبائن، إنما هم نموذج من أصحاب العلم والفكر و من مختلف الفئات والأعمار، ولا يوجد مردود مادي يأتي من الناس وإنما من العقود التي وقعها مع محطات فضائية وإذاعية في مصر ولبنان ونيجيريا، و هو دخل جيد عموما، كما يقول .

 

 عالمة الفلك والأرقام والأحرف          

رغم محاولاتنا القوية في إجراء مقابلة معها، لكننا لم نفلح وتم الرفض بشكل قاطع، كانت حجتها اكتظاظ جدول مواعيدها، كما أن عقود العمل التي وقعتها مع جهات معينة تفرض عليها عدم إجراء أية مقابلات أو إعطاء أية تصريحات أو تنبؤات إلا من خلالهم . حاصلة على شهادة جامعية وإحدى أشهر العاملات ضمن هذا المجال في سورية ، إحدى زبوناتها والمقربات منها قالت لنا إنها لا تستقبل أحدا ولا ترد على هاتفها وعلى أي زبون يطلب مشورتها إلا بعد دفع أو إرسال حوالة مالية بقيمة مئة ألف ليرة سورية، وأكدت لنا أنها سمعت بعض المسؤولين يطلبون استشارتها لمعرفة حظوظهم . وبنظرة سريعة على صفحتها الفيسبوكية ترى الآلاف من التعليقات و الإعجابات، حتى أنها وظفت شخصا لإدارة الصفحة، وقد افتتحت مؤخرا قناة على اليوتيوب لتبث من خلالها توقعاتها اليومية لكل الأبراج ، وبسبب شدة الإقبال والشهرة الواسعة التي حققتها، قامت بعض الفضائيات العربية وإحدى المحطات الحكومية منذ أشهر بالتعاقد معها، حيث تظهر بشكل اسبوعي دائم، ويتم تقديمها باسم “عالمة الفلك والأبراج والأحرف والأرقام ” .

 

كل الفئات والأعمار من الجنسين ..ومسؤولون كبار

يبدو أن شغف الأبراج والفلك لا يقتصر على فئة محددة، ولا يمكن إلصاق هذا الهوس بمستوى اقتصادي أو ثقافي محدد، فنوعية الزبائن التي تقصد العرافين لم تكن من نمط واحد، بل كانت تشمل أشخاصاً من ذوي التعليم المتدني وآخرون يحملون أرقى الشهادات، بالإضافة لسيدات ورجال أعمال من الطبقات المخملية،إضافة للفقراء على حد سواء من المهووسين بالفلك ، ولا يستثنى العمر من ذلك أيضا ، بدءا من المراهقين وانتهاءا بالعجزة .

 

كما أن النظرة السائدة التي تقول إن النساء هن العنصر الأكثر إيمانا بالغيبيات غير صحيحة، فالحجج الذي يقذفها الذكوريون عن ( ناقصات العقل والدين ) كي يبرروا شدة إقبال النساء على هذه الأمور يدحضها المنجمون الذين يؤكدون أن العنصر الذكوري يبدي اهتماما مماثلا ، و زبائنهم من الجنسين بنسب متقاربة جدا ، والفرق الوحيد أن النساء لا تجد حرجا في الإعلان عن ذلك بينما يبدي الرجال قدرا كبيرا من السرية والكتمان، وخصوصا المسؤولين الذين يحبون الاطمئنان على مناصبهم ، هذا ما أكده لنا أحد العاملين في هذا المجال ، قائلا إن من بين زبائنه العديد منهم، ورغم شدة إلحاحنا لمعرفة طبيعة عملهم ومناصبهم ، لكننا لم نفلح واكتفى بالقول أنهم ( مسؤولون كبار جدا ) .

 

التنجيم .. صناعة تدر مئات الملايين

يبدو أن حجم المبالغ التي تنفق على أمور التنجيم مهولة جدا ، فالأمر لا يقتصر فقط على ما يتم دفعه للمنجمين والعرافين من أموال بشكل مباشر ، فهذا لا يشكل إلا القليل مما يصرف على إنشاء بنية تحتية على ما أصبح صناعة تامة الأركان .

حاتم موسى، مالك ورئيس وتحرير أحد المواقع الالكترونية يقول: مهما كان المحتوى الذي يقدم في موقع الكتروني أو صحيفة ورقية سواء كان سياسيا أو اجتماعيا منوعا فإن هذه الوسيلة الإعلامية لن تجد طريقا للانتشار بين القراء إلا إذا احتوت على فقرات الأبراج والفلك وقامت باستضافة بعض الفلكيين، فالطلب على هذا الأمر أصبح كثيفا للغاية، وقد تحول إلى صناعة مربحة جدا، حيث تم إنشاء استوديوهات معقدة التقنيات في مدن سورية، بمعدات تصوير عالية الدقة لتقديم فقرات وحلقات خاصة بالفلك والتنجيم على قنوات اليوتيوب التي تقدم آلاف الدولارات كلما تخطى عدد المشاهدات رقما معينا” .

 

من جهته، سالار ابراهيم – أحد الناشرين في دار نشر كبرى لدولة عربية يقول : إنه العصر الذهبي لمواضيع التنجيم والفلك، وقد بدأت هذه الموضة بقفزة هائلة بدءا من عام 2005 ومازالت مستمرة بوتيرة صاروخية، ويضيف “في عام 2009 بلغت لدينا مبيعات كتاب الأبراج لإحدى الفلكيات المشهورات مايقارب نصف مليون نسخة، وكان معدل وسطي ثمن الكتاب في الدول العربية 5 دولارات ، أي ما يقارب 2,5 مليون دولار” ، ويوضح ابراهيم “صحيح أن طباعة الكتب قد تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة ومنها كتب الأبراج بالتأكيد، لكن مواضيع الفلك لم تتأثر أبدا ، بل على العكس تماما مازالت تنتشر بسرعة هائلة عبر المحطات الفضائية والمواقع الالكترونية، حتى أن شركات الاتصالات الخليوية انضمت إلى القافلة وأطلقت خدمة الاشتراك بميزة الأبراج مقابل مبلغ مالي معين” .

ماذا يقول علم النفس

لكن .. لماذا هذا الهوس الشديد والاهتمام البالغ من قبل الناس، ولماذا انتشر التعلق بالغيبيات كالنار في الهشيم، و في هذا الوقت تحديدا، هل للأمر علاقة بظروف معينة أو بمستوى مادي و علمي معين ؟ وقبل كل هذا ، هل التنجيم والأبراج والفلك هو علم فعلا ؟

 

تقول دكتورة علم النفس تهامة المعلم إن علم النفس يعرف التنجيم على أنه عدد من نظم الاعتقاد التي تقول إن هناك علاقة بين الظواهر الفلكية والأحداث أو الأوصاف الشخصية التي تقع في العالم البشري كاعتقاد شخص ما أن حركة الكواكب والنجوم تؤثر على مستقبله وتحدد شخصيته، وقد رفض علماء النفس هذا النوع من العلوم الذي لا يقدم سوى تكهنات وادعاءات بمعرفة معلومات عن شؤون الإنسان والأحداث من خلال المواقع النسبية للأجرام السماوية .

 

وبحسب علم النفس كما تقول د.المعلم ، إن الإنسان يلجأ إلى الأبراج لأن الطبع البشري لديه فضول لا يهدأ ولا يستكين حتى يصل إلى ما يتناسب مع ميوله ورغباته لتحقيق الرضا عن ذاته حتى ولو بالوهم ، والدوافع النفسية لذلك كثيرة كالخوف أو النرجسية، ويمكن أن يكون بدافع الأمل والإطمئنان، وهذا الأمر لا يتعلق بالحالة المادية أو التعليمية أو حتى الاجتماعية للشخص، فهي تنتشر بين مختلف الطبقات وتتعلق بالحالة النفسية والتوازن الإنفعالي للفرد .

 

وتضيف “بالرغم من أن سنوات الأزمة والحرب السورية قد تركت ترسبات سلبية في الحالة النفسية لدى الغالبية، و مع ذلك فهذه الظاهرة رغم انتشارها لم تصل إلى حد اعتبارها حالة مرضية أصابت المجتمع ككل، ولكن الخطورة تكمن في زيادة تجارة التنجيم أثناء الحرب، واستغلال المنجمين للحالة النفسية الصعبة لأشخاص طالتهم آثار هذه الحرب؛ مثال ذلك ادعائهم القدرة على رد الغائب أو معرفة مصير شخص مفقود مقابل مبلغ من المال.

القانون يعاقب .. ولكن

المحامي علي يوسف – نقيب المحامين في طرطوس يقول : تنتشر خلال سهرة عيد رأس السنة الجديدة توقعات ممن يسمون أنفسهم بالمتنبئين للأحداث القادمة، والأحرى هو اعتقال هؤلاء الخارجين عن القانون بدل جعلهم نجوم السنة الجديدة، فالتنجيم هو أحد أعمال الشعوذة ويندرج تحت ما يسمى الجرائم المخلة بالثقة العامة، وهذه المهنة هي عمل يعاقب عليه القانون،، حيث تنص المادة 754 من قانون العقوبات السوري على :

1 – يعاقب بالحبس التكديري من يوم و حتى عشرة أيام و بالغرامة من خمس مئة ليرة سورية إلى ألفي ليرة من يتعاطى بقصد الربح ، مناجاة الأرواح ، التنويم المغناطيسي ، التنجيم وقراءة الكف ، قراءة ورق اللعب وكل ما له علاقة بعلم الغيب و تصادر الألبسة و العدد المستعملة

 

2 – يعاقب المكرر بالحبس حتى ستة أشهر ويمكن إبعاده إذا كان أجنبيا .

 

ويبدو جليا أن ضعف العقوبة هو ما تساهم في انتشار هذه الأعمال، فمبلغ العقوبة قد لا يعادل ما يجنيه المنجم في دقيقتين لا أكثر، بينما يكسب من خلال عمله الملايين سنوياً، كما أن النص القانوني أغفل تماما الشخصيات الاعتبارية / الشركات / التي تسهل ظهور هؤلاء، أو حتى تتعامل بهذه الأمور كشركات الاتصالات والفضائيات ، فهل نحن بحاجة لتشديد العقوبة وتعديل القانون للحد من انتشار هذه الظاهرة التي يقول الرافضون لها أن انتشارها يصر بالمجتمع ، أم هي مجرد عادات اجتماعية بهدف التسلية ولا تستحق كل هذه الضجة والانتقاد؟ .

بيضوا الفال

مع اقتراب يوم رأس السنة، وكالعادة التي درجت منذ سنوات عند نهاية كل عام وبداية آخر ، ستتسابق الفضائيات المحلية والعربية في استضافة المتنبئين، وتضج المواقع الالكترونية بتحليلات وتوقعات الفلكيين، كما ستمتلئ المكتبات وتنتشر على الأرصفة والبسطات كتب الحظ والأبراج ، وليس على من يحب معرفة طالعه للعام القادم إلا أن يتابع ويقرأ ، أو يتوجه إلى أقرب عراف /ة .. و يبيّض الفال.

 

هاشتاغ سورية

اضافة تعليق