حزب البعث العربي الاشتراكي

logo

header-ad
أحدث الأخبار

وسائل الحفاظ على الهدنة الحالية في ظل معاناة غزة

في صباح يوم الخميس الموافق الثلاثين من نوفمبر قام الشقيقان إبراهيم ومراد نمر، وهما من قرية صور بحر جنوب مدينة القدس بتنفيذ عملية استشهادية أسفرت عن مقتل ٣ إسرائيليين . 
المعطيات الأولية لهذا الحادث تشير إلى أن أحد منفذي العملية وهو مراد نمر كان مسجونا منذ 10 سنوات، وظل قابعا في الحبس الانفرادي لمدة عامين، وهناك معلومة دقيقة مفادها أيضا أنه اتصل بحماس عبر هاتف تم تهريبه إلى السجن لتنفيذ هذه العملية.
حماس السجون
من الواضح أن معلومة اتصال منفذ العملية في القدس اليوم ببعض من قيادات حركة حماس في السجون تعكس تقدير في منتهى الدقة يتمثل في : 
1- الضغط الذي تمارسه حركة حماس في السجون مع فرع الحركة حماس في غزة من أجل إطلاق أكبر قدر ممكن من المعتقلين في السجون 
2- إن تواصل واستمرار عمليات تبادل الأسرى والرهائن بين "إسرائيل" وحركة حماس وخروج عدد من منفذي العمليات من السجون والمعتقلات يمثل خطورة بالغة على حياه الإسرائيليين ، وهذا يصيب "إسرائيل" بالقلق البالغ.
3- أن تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تزعم بالسيطرة على الفلسطينيين المفرج عنهم من السجون والمعتقلات الإسرائيلية تعتبر استنتاجا خاطئا ، وعلى سبيل المثال فإن : 
أ‌- يحيى السنوار رئيس حركة حماس في غزة ومهندس عملية السابع من أكتوبر الأخيرة  مثلا من محرري صفقات التبادل 
ب‌- مراد نمر منفذ عملية اليوم هو من محرري صفقات التبادل     
غير آن تفاصيل ووقائع هذه العملية تثبت أن هناك ضغوطا استراتيجية يقوم بها الأسرى الفلسطينيين في السجون من أجل الإفراج عنهم ، خاصة وأن الإفراج عن الأسرى لن يتم وبأي حال من الأحوال إلا عن طريق عمليات التبادل وليس مقابل أي وسيلة أخرى في ظل ارتفاع مدد المحكوم عليهم بالأحكام المؤبدة .
لماذا تمثل هذه العملية خطورة بالغة؟
توقيت العملية أمنيا في منتهى الدقة حيث تتواصل حاليا عمليات التبادل بين حركة حماس و"إسرائيل"، ويتم إخراج الرهائن الإسرائيليين مقابل عدد من الأشبال والنساء الفلسطينيين من المتهمين بالتحريض أو القيام بعمليات عسكرية في داخل "إسرائيل" أو بالضفة الغربية ضد المستوطنين . 
ومن هنا يتضح آن هذه العملية ستسبب المزيد من التعقيد السياسي لصفقات التبادل ، فضلا عن إنها ستمنح أصحاب المعسكر الرافض لهذه الصفقات وعمليات التبادل قبلة الحياه من جديد ، وهي القبلة التي حصلوا عليها بالفعل منذ عملية السابع من أكتوبر حتى الآن. 
وتمثل هذه العملية فشل جديد لعناصر المخابرات الداخلية شاباك ، والذي من المفترض آن منفذي عملية القدس اليوم تحت أعينهم ، وبالتالي بات رجل الأمن وحتى "المواطن الإسرائيلي" أمام معادلة سياسية مفادها : مزيد من صفقات التبادل يعني مزيد من الخطر.
عموما فإن الحديث عن تداعيات هذه العملية يزداد خطورة خاصة مع إعلان المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانييل هغاري مساء يوم الأربعاء الموافق التاسع والعشرين من نوفمبر أن حماس لت تزال لديها ١٥٩ رهينة إسرائيلية ، الأمر الذي يفتح الباب نحو المزيد من التوقعات والاحتمالات المعقدة
الخلاصة 
بات من الواضح أن تداعيات ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي تتواصل بلا توقف ، الأمر الذي يؤكد على حقيقة استراتيجية رئيسية مفادها أن الحمم البركانية التي تنطلق من بركان ما حصل في السابع من أكتوبر ستتواصل بلا أي توقف حاليا.
 
الكاتب: عزت حامد 
ليس بالضرورة أن تعبر المقال عن رأي الموقع ولكن فقط تعبر عن رأي كاتبها
 

اضافة تعليق